حماتي الجباره
انت في الصفحة 1 من 37 صفحات
الفصل الأول
في قصر واسع ينم عن الرفاهيه التي أمتلكها أصحابه
جلس بدر الجمال مشدود الوجه متجهم وكأنهم يغرزون وتدا بقلبه أمام المأذون الذي كان يعقد قرانه على كتلة الغرور ذات الخصلات الڼارية تلك الفتاة التي يكرهها ويمقت كل صفاتها أيسل الرافعي
ظل يراقب ملامحها عله يجد بها حزن او إنكسار ولكنها كانت ثابتة هادئة تحمل بريقا غريبا لا يدري مصدر توهجه أهي السعادة ام القهر المكتوم ولكن على أي حال تبدو صامدة ليس وكأنها اجبرت على هذه الزيجة !!
عاد بذاكرته لذلك اليوم الذي طلبت فيه والدتها أن يتزوج أبنتها
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
قولي يا ست فاطمة شغل إيه
قالها بدر بتركيز مسلطا سوداوتاه على السيدة الحنون التي ربت أيسل بعد أن وجدتها شريدة في الشارع دون أهل !
تنهدت فاطمة متفحصة كامل هيئته بدءا من شعره الاسود الغزير الناعم وسمار بشرته الرجولية الحادة هبوطا لجسده الطبيعي بالنسبة لرجل في منتصف الثلاثينات من عمره !
ثم قالت بنبرة عملية جافة
انا كنت عرفت في مرة إنك عليك ديون وتقريبا أنت بتحاول تسدها صح
اومأ برأسه على مضض دون رد وعاد ينظر لها بأعين تنبض حدة قبل أن يسألها
وده إيه علاقته بالشغل اللي حضرتك قولتي عليه
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
مهو الشغل ده إنك تتجوز أيسل وفي المقابل هساعدك تسد ديونك لازم تكتب كتابك عليها وإلا بنتي هتضيع مني أهلها اللي رفضوا يقابلوني زمان عشان ياخدوا بنتهم اللي تاهت جايين دلوقتي لما شافوها يفتكروا إن ليهم بنت كبيرة وحلوة عشان يشغلوها معاهم في الكباريه المقرف اللي هما شغالين فيه وبيهددوني يجبولي البوليس ويقولوا اني خطڤاها من زمان لما كانت طفلة 4 سنين !
لم يبدو لها بدر متأثرا كثيرا إذ ظل محافظا على جفاف ملامحه من شتى التعبيرات
لتتابع بنبرة حملت توسلا خاڤتا
ماقداميش حل غير ده ساعتها حتى البوليس مش هيقدر يعملهم حاجة
حضرتك ماشاء الله مش ناقصة فلوس وممكن أي حد من معارفك يخلصلك الحوار ده!!
هزت رأسها نافية بشيء من اليأس
ها قولت إيه هتساعدني وأساعدك وهيبقى مجرد كتب كتاب وجواز ظاهري بس لمدة قليلة جدا !
ثوان من الصمت مرت ولسانه ثقيل بحروف تتنازع نزعا للخروج من بين شفتاه المشدودة بقسۏة وهو يبتسم ساخرا في استنكار
ويا ترى الهانم الصغيرة عارفة إنها هتتجوز نجار بيجي يشتغل في القصر بتاعهم
زفرت مطولة بعمق وببسمة حانية على ذكر سيرة أيسل أردفت بهدوء
متقلقش أنا بعمل ده لمصلحة أيسل وهي هتفهم ده كويس
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
خد وقتك في التفكير يا بدر وحقك ترفض بس افتكر إن أنا محتاجة مساعدتك
اومأ بدر موافقا برأسه ثم نهض يعدل من ملابسه مغمغما بصوت أجش
بعد اذنك يا ست فاطمة
ثم غادر بصمت تام تتابعه فاطمة بعيناها ذاك الرجل منذ أول يوم رأته وهو يثير إعجابها بشخصيته الرجولية الجذابة المنغلقة الغريبة الحازمة !
وبما أن مدللتها الصغيرة تعشق الصعوبات والتحديات لم تجد سوى ذلك الجلف لتعجب به وهو الذي لا يعيرها أدنى اهتمام !!
عودة للواقع
صوت المأذون الهادئ نجح في إنتشاله من عمق الذكريات وهو يقول
اتفضل حضرتك امضي
وبالفعل أمسك بالأوراق متنهدا بقوة لينهي كل شيء هو قد قرر وانتهى الامر !
وما إن إنتهت مراسم كتب الكتاب حتى صدحت الزغاريد عن بعض العاملات بالقصر
غادر المأذون والشهود لينهض بدر شامخا برأسه يهتف بخشونة
أنا هاخرج شوية يا ست فاطمة اظبط حالي زي ما اتفقنا
تمام وشكرا يا بدر
قالتها فاطمة ثم اومأت برأسها موافقة بقلة حيلة وهي تراقب ملامح أيسل التي تشنجت وكأن احدهم يعتصر قلبها بقبضة الغيرة الدامية !
رفعت فاطمة رأسها تلحق ب بدر قبل أن يغادر لتردف بهدوء
طب اقعد أنت وأيسل الاول يا بدر عشان لو عاوزين تتكلموا في أي حاجة
دقيقتان تقريبا
استغرقهم بدر في التفكير ليومئ برأسه متقدما من أيسل التي كانت تضع قدم فوق الاخرى وتنظر لأصابعها المتشابكة بصمت ليخترق صوته الرخيم عزلتها وهو يخبرها
يلا !!
بالفعل نهضت بهدوء قاټل تتقدمه متوجهة نحو احدى الغرف الفارغة دلفت هي اولا وهو خلفها ثم جلست أيسل على الكرسي تضع قدم فوق الاخرى كعادتها دون أن تلحظ تلك العينان السوداوتان التي تراقبها مستنفرة
من تلك الحركة التي ترجمت له على نحو الغرور !!
جلس هو الآخر أمامها ليبدأ بدر كلامه هاتفا بصوت أجش ثابت وعيناه تلتقط نظراتها المستكينة بخواء غريب
اولا ده وضع
مؤقت اجباري وهيعدي لكن لازم نحط النقط على الحروف عشان
الوقت ده
يعدي بدون مشاكل
اومأت أيسل برأسها وملامحها تنبض بالتساؤل قبل لسانها وهي تردد ببرود
عارفه كل ده ادخل في الموضوع على طول يا بدر
إستفزه برودها وحدتها فراح ينتقد أول شيء يرفضه تماما في ذلك المزيج الغريب من الهدوء والرقة والحدة
قال كلامه مشيرا للبنطال الضيق الذي ترتديه فأومأت هي برأسها ساخرة بتلقائية
طبعا طبعا أومال
أنا مش بهزر ومفيش داعي للبواخة والسخرية دي!
غمغم بها بحروف مشدودة بالڠضب فظهرت ابتسامة