رزاية لمن القرار بقلم سهام
سكون.. مفهوم
أماءت برأسها تطرق عيناها أرضا تستمع لتوبيخ السيدة ألفت في صمت
انا هنبه على حسن يفهمك ايه اللي ينفع أو مينفعش في شغلنا
أصابها الذعر فور ان نطقت السيدة ألفت بأسم حسن فرفعت عيناها نحوها تستجدي عطفها
بلاش حسن يامدام ألفتبلاش حسن ابوس ايدك
اشاحت السيدة ألفت عيناها بعيدا عنها حتى
________________________________________
لا يرق قلبها
خلاص يافتون انا هنسي اي غلط حصل النهارده واتمنى اختياري ليكي يكون صح
وعادت تطالعها بنظرة خالية من العطف
لان البيه مكنش عايز وجودك هنا
وضعت طبق البيض أمامه والنعاس يغشي عيناها.. طالع ما وضعته أمامه مستنكرا ينظر إليها
ايه ده
انتفضت فزعة تتراجع للخلف بعدما ضړب الطاوله بكفه ېصرخ بها
جيبالي طبق بيض وتقوليلي اكلفين الاكل يا سنيوره
هعمل اكل امتى وانا لسا راجعه من الشغل ياحسن
وتذكرت قول السيدة إحسان لها عندما فطنتها بما سيحدث
ما انا كنت قاعده بعملك الأكل وبستناك زي اي زوجه لكن انت اللي خلتني اشتغل
أنتي بقيتي ترمي ودنك للست الخرفانه إحسان وبتعاقبيني يعنيماشي يافتون
اغمضت عيناها قهرا تكتم صوت صړاخهاتجذب خصلات شعرها من قبضته متوسله
مش هعمل كده تاني ياحسن
وانا هستني تعملي ده تاني
دفعها عنه يلقي طبق البيض بوجهها
عاقبها بأكثر شئ كانت تستجديه تلك الليلهوهاهو الصباح يشرق بدفئ شمسه وهي تقف بالمطبخ مغمضة العينين تصنع له فطوره
طالعها وهي تضع طبقي الفول والبيض وشرائح الطماطم.. ازحت مقعدها كي تجلس جواره تتناول فطورها ولكن يده كانت الأسبق منها وهو يسحب الطبق من أمامها هاتفا بغلاظه
حدقت به غير مصدقة انه سيحرمها من الطعام
بس انا جعانه ياحسن
اشاح عيناه عنها يلتقط رغيفه ويقطع لقمه يغمسها بطبق الفول
عشان تحاولي تتمردي عليا تاني يافتونويلا على شغلك انا مش رايح بدري النهارده للبيه
نظرت للطعام بحسرة تترجاه
هي كلمه قولتها مافيش اكليلا وريني جمال خطوتك مش عايز اي غلطه عند البيه سامعه
طيب هروح ازاي..
التقط كفها يضع بعض الورقيات بهما
زي ما رجعتي معايا امبارح
واردف متهكما وهو يرمقها
شغلي دماغك ولا مش فالحه تشغليها غير انك تتمردي عليا
توسلته بعينيها ولكنه اصرفها بيده وعاد يلتهم طعامه
خرجت من الشقه تطالع بابها بحسرة تضع بيدها فوق بطنهادارت بعينيها نحو شقة السيدة إحسان وتقدمت نحوها بضعة خطوات ولكن تراجعت تجر اقدامها نحو الدرجات المتهالكة
طالعت الأطباق التي تعدها السيدة ألفت كفطور معتاد على تناوله يوميا السيد سليم
زي ما انتي شايفه ده الفطار اليومي لسليم بيه وبعدها بياخد قهوته
اماءة خافته حركة بها رأسها.. عاينت السيدة ألفت الصنية بدقة واعطتها لها متمتمه
الاطباق تتحط زي ما فهمتك
ألتقطت الصنية منها تسير بها برفق نحو الصالة الواسعه التي تضم طاولة الطعام الأنيقة
وضعت الأطباق بحذر فقد تعلمت درس الأمس ولم تعد تريد نيل المزيد من الإهانة
تمام ياحازم...القضية ديه مش لازم نخسرها
رفعت عيناها نحوه تتأمله رغما عنها...
اغمضت عينيها تهيم برائحة عطره انها نفس الرائحة التي مازلت عالقة في انفها منذ تلك الليله التي التقط كفها ينتشلها من الأرض بعدما دفعها حسن دون رحمة
صباح الخير
صوته افاقها من حلمها الفقير.. فألتفت نحوه وقد اوهمتها الأحلام انه ينتظر رد تحيتها ولكنه كان غارق في تصفح جهازه اللوحي يطالع ما به بتركيز
صباح الخير ياسليم بيه
تمتمت عبارتها بخفوت تنظر اليه لعله يمنحها نظرة حانية كما اعتادت منه في المرات السابقه التي لا تعد
تؤمر بحاجه تانيه يابيه
منت نفسها بنظرة تشعرها بأنها مازالت تحيا دون صڤعات حسن وذله
لو احتاجت حاجه تانيه هبلغ مدام ألفت
عادت بأدراجها نحو المطبخ خائبة الأمل...رمقتها السيدة ألفت متسائله
اتأخرتي كده ليه
والاجابه كانت معروفه ولكن السيدة ألفت أرادت ان تضيف المزيد من تعليماتها
كنت بشوف البيه لو عايز.
وقبل ان تكمل باقية عبارتها أشارت لها السيدة ألفت بالصمت مقتربة منها
سليم بيه لو عايز حاجه هيبلغنا بيها الاكل يتحط واول ما يقعد تمشي علطول
حاضر
ولم يكن عليها إلا أن يكون هذا جوابها
مر النهار وهي بين ترتيب الأغراض غسل الخضار وتقطيعه والسيدة ألفت تشرف وتعلم وتحذر
لا انتي النهارده كأنك مش جايه تخدمي بقالك ساعه بتنضفي الصاله
ديه نص ساعه بس يامدام ألفت
رمقتها السيدة ألفت