شيخ فى محراب قلبي
وكانت فجأة تسقط ارضا وهي تسقط الطبق الذي في يدها على وجه زكريا الذي وللمرة الثانية تعلو صرخته في المنزل
رباه ....اغثيني يا وداد
كان يتحدث وهو يزحف بړعب خارج المطبخ قبل أن تقتله هذه المرة صارخا پخوف
ساعدوني ...النجدة ...النجدة
راقبت فاطمة خروجه بتلك الطريقة وهي تقول بحزن ترمق الأرض حيث سقط البيض
أنهت حديثها وهي تنهض بحذر تحضر ممسحة الأرض تمسح ما سقط ارضا بحسرة لكن فجأة انمحت تلك النظرة من عينها وهي تتذكر أن اليوم هو زفاف كلا من هادي ورشدي واخيرا .......ارتمست بسمة حنين على وجهها وهي تسرح بخيالها لذلك اليوم الذي حصلت فيه على اكبر هدية في حياتها ..يوم أصبحت زوجة لزكريا بكل ما تعنيه الكلمة
انهاردة فرحي يا جدعان ...عايز كله يبقى تمام
مبارك يا حبي مبارك والله قلبي بيتنطط من الفرحة وكأنه فرحي انا
بت أنت شغل العياط والهبل بتاع العرايس ده ميتعملش سامعة أنت تقومي دلوقتي ترقعي زغروطة وترقصي لما وسطك يقع ...مش فاهمة ايه الهم ده ده انا يوم فرحي هروح انا اللي اجيب رشدي من صالون الحلاقة
دخلت منيرة للغرفة سريعا وهي تقول ببسمة تحاول منع دموعها
فاطمة يا قلبي عريسك تحت مستني عشان ياخدكم الكوافير
ابتسمت فاطمة بتوتر لكن لم تكد تتحدث حتى وجدت ماسة تمسك يدها ساحبة إياها للاسفل سريعا وخلفهما شيماء تحمل حقيبة بها كل ما قد يحتاجونه ثم اتجه الجميع للاسفل حيث كان يقف كلا من زكريا وهادي ....
ايه ده فين رشدي
نظر زكريا لفاطمة لا يرفع عينه من عليها
رشدي بيظبط مكان الفرح مع الرجالة
اغتاظت ماسة بشدة من حديث زكريا ثم قالت باعتراض مشيرة لهادي الذي لم يتوقف ثانية عن الغمز ومشاكسة تلك الشيماء الخجولة جوارها
لم يهتم لها هادي وهو يفتح السيارة لشيماء يقول ببسمة
يلا يا قمر عشان
منتأخرش
ضحك زكريا وهو يسحب فاطمة بعيدا عن الجميع تاركا ماسة تكاد تحترق في أرضها .....
نظر زكريا لفاطمة قليلا وهو يتحدث بهدوء وحنان وتلك البسمة المعتادة منه قد عادت للارتسام على وجهه
ما بها جميلتي أخائفة أنت
رفعت فاطمة نظراتها بتوتر لزكريا وهي تفرك يدها تسمع صخب قلبها
شوية ...متوترة مش خاېفة يا زكريا ...انا عمري ما اخاڤ طول ما انت جنبي
اه ...رفقا يا صغيرة فهذا القلب قد نال ما يكفيه اليوم حقا
ابتسمت له لتتسع ابتسامته وهو يردد يجب شديد
اشعر بقلبي يرقص فرحا بالداخل ...يا الله لو تعرفين مقدار الفرحة التي تسكنني الان
ابتسمت فاطمة أكثر وهي تقول له للمرة التي لا تعلم عددها
زكريا انا بحبك
حسنا جميلتي ...ردي سيصل لك اليوم
أنهى حديثه بغمزة وهو يسحبها مع للسيارة ثم تحرك الجميع صوب ال كوافير للاستعداد لذلك الزفاف الذي كانت جميع بيوت الحارة في ترقب له والمكان كله يغطى بالاضواء .........
هبطت الفتيات من السيارة ثم تحرك الجميع صوب المكان سريعا ليتحرك هادي بسيارة ابراهيم والد رشدي صوب الحارة حتى يبدأوا في اعداد زكريا للمناسبة السعيدة ...كان يتحرك بالسيارة بسعادة كبيرة وكأنه يرقص بها ...
ابتسم زكريا وهو يلمح مقدار السعادة على وجه هادي ليقول بمزاح
براحة يا هادي خليني اوصل سليم
ابتسم هادي وهو يردد بسعادة كبيرة جدا و صادقة.... لا يصدق أن اليوم زفاف رفيقه وأخيه واقرب الأشخاص لقلبه هو ورشدي بعد كل ما عاناة
براحة ايه انا لو اطول انزل اشيل العربية وارقص بيها هعمل كده
ضحك زكريا بشدة وهو يحاول امساك دموعه عن الهبوط ليقترب فجأة من هادي و يضمه سريعا هامسا بصدق
انتم ثروتي يا هادي اقسم انني لا امتلك أثمن منكم يا رفيقي
ابتسم هادي له وهو يتوقف بسيارته أمام محل والد زكريا ثم هبط سريعا يتجه لمقعده بسعادة كبيرة وهو يشير له ليهبط
انزل يلا خلينا احضنك حضڼ عدل
ضحك زكريا وهو يهبط سريعا يرتمي في أحضان أخيه ورفيقه بينما هادي كان يدمع من التأثر وهو يربت على كتف زكريا هامسا
مبارك يا صاحبي ...مبارك
ابتسم له زكريا وهو يبتعد عنه لينتبه كلا منهما لصوت جوارها يصيح
يمين يا كابتن تعالى يمين اكتر ...لا بص انزل انا هطلع اعملها
وبالفعل هبط الشخص من الدرج وصعد ذلك الذي كان يتحدث وهو يمسك فرع من الإضاءة يضعها كما يريد ....نظر الاثنان پصدمة له ليقول هادي بتعجب
جمال
انتبه جمال الذي كان معلقا أعلى الدرج لصوت هادي ليقول ببسمة وهو يعدل من وضع الإضاءة
اصبر يا هادي هعلق الفرع ده وانزل
انت جيت
كان سؤالا متعجبا حرج من فم زكريا دون وعي ...
تحدث جمال بعدم فهم وهو يهبط الدرج بعدما انتهى مما يفعل
ايوة هو مش إنت عزمتني اجي بعدين الواد ده قالي انكم اخواتي ولا ايه
كان يتحدث مشيرا لرشدي الذي كان يحمل أحد المقاعد مع بعض الرجال ...فتح زكريا فمه بغية إجابته لكن قاطعه جمال وهو يقول ببسمة حزينة بعض الشيء
وانا الصراحة الفترة دي بقيت مقطوع من شجرة مليش غير امي
فقولت امسك في العرض ده واعمل نفسي اخوكم واجي أرتب الفرح وجبت امي معايا هي دخلت دلوقتي عن الستات جوا
أنهى كلامه ببسمة وهو ينتظر اجابتهما والتي أتت في شكل عناق مفاجئ من زكريا وهادي ...ليهتف هادي بفرحة كبيرة
واخيرا حد جه يرحمنا من رشدي اللي كل ما حد يكلمه يقوله انا الكبير خلاص من انهاردة فيه كبير تاني
ضحك جمال بتأثر وهو يبادلهما العناق هامسا بنبرة خاڤتة
افهم من كده انكم قابلني بينكم
تحدث زكريا سريعا ببسمة حنونة
زي ما هادي قال بقيت انت الكبير في الشلة دي ...بس هو إنت كام سنة صح
ابتعد الجميع عن أحضان جمال ليقول جمال ببسمة
٣٠ سنة
ابتسم له زكريا وهو يردد بحنان متأصل في فطرته
اطال الله بعمرك يا اخي
لم يكد جمال يجيبه حتى وجد الجميع رشدي يتقدم منهم وهو ېصرخ پغضب
أنت وهو لسه واقفين ليه ما تتنيلوا ادخلوا المحل خلينا