شيخ فى محراب قلبي
كل ذلك الدفء والحب ...ابتعدت بثينة قليلا عن الفتاتين وهي تقترب من ماسة تمد يدها بقلق
ازيك يا ماسة
احسن منك
أجابت ماسة وهي تشيح بوجهها بعيدا عنها لتبتلع بثينة غصة استحكمت حلقها لتقول بخجل من ردها
يارب دايما ...مبارك ليك
التفتت ماسة تنظر لها بتعجب لتلك النظرة تحاول إيجاد نظرة الخبث التي لطالما زينت نظراتها لكن كل ما وجدته هو نظرة انكسار وصدق في عينها لتسمع همس بثينة لها وهي تضمها فجأة
فتحت ماسة عينها پصدمة كبيرة وهي تنظر لتلك التي تتعلق في أحضانها وهي تردد بعدم فهم
هو فيه ايه
فيه اني مش عايزة أقضي الباقي من عمري في كره و زعل
حاولت ماسة منع بصمة من الارتسام على وجهها وهي تقول
الاه هو الجواز بيغير اوي كده
شوفتي عشان لما اقولك عايزة اتجوز تصدقيني ده انا هبقى بعد الجواز حمامة سلام ...طالما الجواز عمل كدة في بثينة تخيلي هيعمل فيا ايه مش بعيد ابقى داعية إسلامية
ضحكت شيماء هي وفاطمة على حديث ماسة التي ضمت بثينة وهي تربت على ظهرها تهمس بفرحة لتغييرها ولاستوطان السلام في نفوس الجميع
في المساء أضحت الحارة مضيئة كما لو أنها نجمة ساطعة تتوسط السماء ....
كان رشدي يقف أمام المرآة في منزل هادي وجواره هادي الذي كان يلقي قبلات لنفسه في المرآة كمچنون وهو يتحدث ببسمة جذابة
دي شيماء ھتموت من جمالي
نظر له رشدي باشمئزاز وهو يعدل من وضع الكارفات ثم تحدث لجمال الذي يقف في الخلف
انتهى جمال من ربط حذاءه
وهو يستقيم قائلا ببسمة سعيدة بما وصل إليه
خرج يرد على تليفونه و....
قاطع حديث جمال زكريا الذي دخل وهو يقول ببسمة
جاهزين يا شباب البنات خلصت ومستنية
ابتسم فرانسو وهو ينهض متجها لهم ثم لوح ببعض المفاتيح وهو يقول ببسمة
انا جهزت عربية انما ايه
كان الجميع يقف أمام المنزل ورهبة الحدث تطفي ليصمتوا ...انحنى رشدي قليلا على هادي وهو يتحدث بسخرية
ايه يا حبيبي رجعت في كلامك ولا ايه
ابتلع هادي ريقه وهو يراقب شيماء التي كانت تتأبط يد ابراهيم بخجل ليهمس وهو يبعد وجه رشدي من أمامه
فتح رشدي فمه پصدمة من حديثه وهو يراقبه يقترب من أخته ثم أمسك يدها من ابراهيم يقبلها بحنان وبعدها أمسكها هو وتحرك للاسفل متجاهلا تماما نظرة رشدي التي تكاد تحرقه حيا .....
ضحك ابراهيم على ما يحدث ثم صعد مجددا ليأتي بماسة التي كانت تكاد تطير فرحا فها هي وبعد سنوات طويلة ستزف لحبيب الروح ورفيق الحياة ..كانت تشعر بسعادة كبيرة لو وزعت على الجميع لفاضت وأكثر ...
تحركت للاسفل وهي تبحث بعينها عن رشدي الذي بمجرد أن لمحته حتى اتسعت ابتسامتها بشدة لتترك يد ابراهيم وترفع فستانها ثم ركضت على الدرج صوبه وهي تبتسم له ....ضحك رشدي بصخب على أفعالها ليلتقفها في أحضانه قبل أن تسقط بسبب طول الفستان واندفاعها
يخربيت سنينك ...طب حتى اعملي نفسك مكسوفة
ضحكت ماسة وهي تعتدل ثم أمسكت بيده وهي تقول بحماس شديد
مكسوفة يا راجل دي كلمة تقولها بعد كل الوقت اللي كنا فيه سوا
هز رشدي رأسه بيأس يتبعها .....
كان فرانسو يرفع الكاميرا الخاصة به في حماس شديد ولهفة وهو يصور الجميع ليوثق تلك اللحظات لتقع عدسة كاميرته على حورية هاربة تتجه صوبه لينفخ انفاس حارة وهو يهمس
يا الله ماذا تفعلين يا امرأة كدت تقتليني للتو
ضحكت بثينة بشدة وهي تتمسك به كطفلة صغيرة تتبعه في كل مكان وهو يتحرك ليصور الازواج وهي رفقته ...
ابتسم زكريا وهو يحدث والده
ايه يا لؤي هتاكل وداد بعينك
ابتسم لؤي وهو يغمز له
بفكر اعمل فرح تاني مع فرج اخر الاسبوع ايه رأيك
ضحك زكريا بشدة وهو ينظر لوالده بيأس
يا راجل مش دي اللي كل خمس ثواني تقل مننا بسبب زعلها وتتمنى يرجع بيك الزمن وتصلح غلطتك
ابتسم له لؤي وهو يتجه صوب وداد غامزا
يا غبي الخناق ده محبة مننا
هز زكريا رأسه وهو يكرر جملته باقتناع ليرفع ساعة يده أمام عينه بتعجب عدم نزول فاطمة حتى الآن فالجميع بالفعل هبط عدا هي ...كاد يتحرك بقدمه للاعلى لولا أنه تسمر فجأة وهو يراقب ملاك صغير يخرج من البناية لا يظهر منه شيء سوى عيون كحيلة تختبئ خلف نقاب ...تنفس زكريا پعنف وهو ينظر لعينها بتركيز شديد يكاد يقسم انها هي زوجته ليتأكد من ذلك وهو يسمع صوتها جواره
نمشي
تنفس زكريا پعنف شديد وهو ينظر لها پصدمة ...هي ارتدت النقاب كيف وهي حتى لم تخبره يالله كم جعلها جميلة كملاك صغير
فاتنة
ابتسمت فاطمة بخجل وهي تقترب منه أكثر هامسة
عجبتك
ابتسم زكريا لها بسعادة
وهو يردد بانبهار ممسكا بيدها
بل فتنتيني ....
بدأت الاحتفالات ليبدأ الجميع في الرقص والضحك والبهجة تعلو ملامحهم حيث كان جمال يحمل على كتفه رشدي وزكريا بدوره يحمل هادي ...والأثنان يرقصان فوق الأكتاف بفرحة كبيرة ...
ضحك زكريا وهو ينظر للاعلى يراقب فرحة رفيقيه وهو يشكر الله في قلبه على هذه النعمة وعلى تلك السعادة التي تشع من وجوه الجميع ...
خف نفسك يا هادي لاحسن شوية وانا وانت هنلزق في الأرض ..
بينما في الداخل عند النساء كانت كلا من ماسة وبثينة تتنافسان في الرقص وكلا منهما قد ابدعت حقا في الأمر والضحكات تعلو من كل مكان ...بينما تولت النساء أمر توزيع المشاريب والحلوى على النساء ...
وبعد مرور ساعة تقريبا سمع الجميع صوت فرج يستأذن الدخول ...انزلت فاطمة نقابها بسرعة واعتدلت جميع الفتيات والنساء ليدخل فرج وهو يدعوهم للمجئ لالتقاط صورة لهم جميعا ....
وبالفعل خرج الجميع ليجدوا أن فرانسو كان يلتقط بعض الصور للاربعة شباب في أوضاع مضحكة ثم بعدها بدأ يلتقط صور لكل زوج وبعدها أعطى الكاميرا لهادي ليلتقط له صورة مع بثينة وهو يضمها بحنان ...
ابتسمت بثينة وهي تنظر للكاميرا تستعد لالتقاط الصورة ثم نطقت فجأة ببسمة
بحبك
تيبست يد فرانسو فجأة على كتفها وتحولت بسمته پصدمة وهو يستدير له هامسا بتعجب
ايه
وعند هذه اللقطة أخذ هادي الصورة لهما ليصيح هادي بحنق
اتعدل يلا
لكن فرانسو لم يهتم له وهو يلوح بيده وهو يقول لبثينة بتوتر
انا سمعتك صح يعني أنت قولتي اللي أنا سمعته فعلا
ضحكت بثينة بشدة وهي تتجه للفتيات قائلة قبل أن ترحل
ايوة يا فرانسو انت سمعت صح
أنهت حديثها وهي تقف جوار الفتيات يراقبن تراقص الشباب سويا ومعهم فرج الذي كان يرقص بسعادة