بائعة اللبن
انت في الصفحة 1 من صفحتين
بائعة اللبن ..
لم أكن على قدر عال من الجمال كنت فتاة عادية جدا أو أقل من العادية ولعلك لا تفهم أن الجمال هو مشكلة كل أنثى والحلم الوهمي الذي تسعى للوصول إليه ! ..
عينان سوداوان وشعر أسود مجعد وأنف أطول من اللازم فم متوسط وبشرة خمرية مائلة للبياض الباهت أسمي علياء لكنني في الحقيقة وضيعة في كل شيء فكما يقول الناس لا مال ولا جمال ولا حسب أو نسب أبي رجل بسيط يعمل سائق على إحدى عربات الأجرة التي لم يكن يملكها لكنه كان يقتسم العائد المادي مع صاحب العربة في نهاية كل يوم أبي رجل طيب وأمي كذلك امرأة ريفية مكافحة وشريفة تقف مع زوجها جنبا إلى جنب تجمع اللبن والبيض من نساء القرية كل مساء وفي الصباح الباكر تذهب إلى المدينة كي تبيعه لأهل المدن منهم من يمنحها مبلغا زائدا عن حقها ومنهم قليل الذوق الذي يقطع أنفاسها في محاولة تقليل الثمن ولو كان ذلك مبلغ بسيط غير مقدر لما تعانيه هذه المسكينة من شظف العيش وتدني المستوى.
يوما ما وبدون سابق إنذار تعرض أبي لحاډث فظيع كانت ضحيته روحه الطاهرة وبدون مقدمات تركنا أبي دون وداع أو استعداد للحياة بدونه لم تحتمل أمي الصدمة وأصيبت بالشلل التام وفجأة وجدت نفسي أمام المدفع وأصبحت العائل الوحيد لأسرتي لأمي المړيضة ولأخي الصغير ولنفسي.
وسأحاول جاهدة بيعه ثم الذهاب سريعا للجامعة لإكمال ما يمكن إكماله ..
بعد يومين كنت أفترش أرض السوق وأمامي حقائب بها بعض زجاجات اللبن وقطع الجبن والقليل من البيض وبحجري كتاب عنوانه الإحصاء التطبيقي يشرد بصري بين سطوره أقرأ الكلمات ولا أعي منها شيئا ..
وبعد دقائق كان عادل بقامته الطويلة يقف متلعثما أمامي وجهه محمر وأعصابه مشدودة أدركت أنه يريد أن يقول شيئا ما وأخيرا استجمع شجاعته قائلا
علياء أنا آسف أمي رفضت زواجي منك رفضا تام قالت أنها لن تقبل أبدا أبدا أن تزوجني من بائعة اللبن ..
قلت له في صدمة وبصوت مبحوح
وما الذي يعيب بائعة اللبن إنها تكافح من