ابن الخادمه
من بدري أنا وسلمي كل أنت بقي
صر مصطفي علي أسنانه ليقول بحزم علي طول كنتي بتستني يا ايمان ناكل مع بعض ايه الي جري
إيمان مبتسمه معلش ياحبيبي عشان بس تعبانه اليومين دول في الشغل حقك عليا ما بصدق أكل وأنام
تنهد مصطفي وقال طيب يا ايمان اعدي معايا علي الأقل
صر مصطفي علي أسنانه ومن ثم نهض
زفرت ايمان بضيق لتقول بحنق
يا مصطفي بليز عاوزه أنام عندي شغل الصبح تصبح علي خير وبكره نتكلم
ومن ثم أولته ظهرها متجاهله اياه تماما في حين ظل مصطفي ينظر إليها بحزن وڠضب شديد فنهض متجها إلي الشرفه ليستنشق ذلك الهواء الرباني لعله يريح ما في صدره
في صباح اليوم التالي
ذهبت أمل إلي جامعتها ودلفت إلي المدرج وجلست بهدوء بينما دلف خلفها الدكتور عمر ليقف ينظر لها لبرهه ثم تنحنح ووقف يشرح بتشتت تاره يشرح وتاره يشرد في وجهها الحزين دائما ما يشعر بتأنيب الضمير فحقا كانت تستحق الفوز بما فعلته من إجتهاد ولكن لم يكن عادلا معها وكان سبب في هذا الحزن الذي يرتسم علي ملامحها التي أصبحت باهته وشاحبه ومما جعلها تزداد كرها له وتنظر له نظرات إستحقاريه كانت نظرتها قادره علي إشتعال الڠضب بداخله لا يعلم لماذا يشعر بهذا الشعور ! ولماذا مهتم بتغيرها إلي هذا الحد !!
إلتفتت له بدهشه تمتزج بالڠضب لتقول بثبات نعم
ٱتجه إليها ليقول بهدوء أنا هعيد النتيجه من تاني لأن الظاهر ان حدث خطأ
رمقته بنظرات حاده لتتابع بعد ذلك وليه ما هو أنت الي عامل الخطأ ده عموما متعدش حاجه المهم يكون ضميرك مرتاح يا دكتور
لوت أمل فمها ورمقته بازدراء ثم خرجت دون أن تنطق بكلمه واحده ليزداد ڠضب عمر ويصر علي أسنانه بشده فمن هذه لتتعامل بكل هذا الغرور !!
عادت أميره إلي المنزل بعد يوم دراسي طويل وما ان دلفت حتي توجهت إلي المطبخ لتبحث عن والدتها ولكن لم تجدها فعقدت حاجبيها باستغراب ومن ثم تجولت في أنحاء المنزل لكن لم تجدها فدلفت إلي غرفة سالم الجالس يلعب بالبيلستيشن دون إكتراث فسألته بجديه وهي تقول فين ماما
تنهدت أميره وأمأت برأسها ولكنها قالت باهتمام وانت موراكش مذاكره علي طول قاعد بتلعب كده
سالم بلا مبالاه وأنتي مالك بابا هيجبلي مدرسين وهينجحوني
أميره پغضب انت قليل الادب اصلا جتك البلي ثم خرجت من الغرفه بعد ان صفعت الباب ثم حدثت نفسها لتقول بحنق والله يا بابا هتبوظوا بالدلع بتاعك ده
ايوه يا ماما أنتي فين
نجيه أنا عند بيت عمك يا اميره معلش ياحبيبتي اصل جبت حاجات كتيره من السوق تعالي شيلي معايا
رفع عاصم نظره اليها كاد أن يغرق في عينيها الخضراويتين ولكن سرعان ما أخفض بصره وهو يقول بصوت رجولي أسف !
ابتلعت ريقها بصعوبه بالغه وهي تنظر له بعدم تصديق ما هذا بالطبع قد يكون من أبطال تلك الروايات التي تقرأها دوما ولكنها أخفضت بصرها سريعا هي الآخري لتتجه إلي مدخل المنزل سريعا وقلبها يخفق بشده فتفاجئت به يدلف خلفها فازداد خفقان قلبها بشده ومن ثم دقت الجرس سريعا لتفتح ساره ومن ثم ترحب بها وما ان وجدت عاصم حتي قالت اتفضل يا مستر
دلف عاصم علي استيحاء ليقول السلام عليكم
رمشت أميره بعينيها غير مصدقه هل هذا ما حكت عنه ساره !! يا إلهي هذا هو الذي تمنته وما هذه الأخلاق أيضا إنه لم يرفع عيناه وينظر إليهن في حين قالت ساره بابتسامه أميره بنت عمي يا مستر
إبتسم عاصم بخفه ليقول ولا زال مخفض عينيه اهلا وسهلا
ثم سار مع ساره إلي حيث توجد الفتيات ليبدأ في الدرس والشرح لتستمع أميره إلي صوته الرجولي ولا زالت في حاله من الهيمان
بينما توجهت نجيه إليها وهي تقول بتساؤل ايه يا اميره مالك واقفه كده ليه
تنحنحت أميره لتجيب عليها باحراج ها لا ابدا يا ماما انا لسه داخله
تحدثت سهام وهي تقول بابتسامه ازيك ياحبيبتي
ابتسمت أميره قائله الحمدلله يا طنط
تابعت نجيه وهي تقول يلا ياحبيبتي شيلي معايا
عقدت أميره حاجبيها وهي تقول بتذمر ليه يا ماما مش بتبعتي سمره تجبلك كل حاجه بدل ما تتعبي نفسك كده
نجيه بهدوء سمره روحت النهارده تشوف عيالها يا بنتي وانا مبحبش القعده اروح اجيب حاجتي بنفسي يلا بينا بقا
تنهدت أميره ثم ألقت نظره أخيره علي تلك الغرفه المنبعث منها صوته الرجولي وكأنها تحبسه بداخلها حتي يظل يتردد دائما إلي مسامعها بينما قالت نجيه مكرره يابت يا اميره انتي مالك النهارده يلا شيلي
رمشت أميره بعينيها ومن ثم إنحنت لتجذب الأشياء التي قامت والدتها بشرائها ومن ثم ساعدتها نجيه وهي تقول بابتسامه يلا سلام عليكم
ردت عليها سهام وعليكم السلام نورتيني يانجيه
إبتسمت لها وهي تقول تعيشي
ثم إنصرفت هي وإبنتها متجهن إلي المنزل
بينما وعاصم يشرح لتلاميذه شرد قليلا عندما نظر إلي عينيها الساحرتين بخضارها الجذاب إبتلع
ريقه ولقد إنتبه إلي نفسه وأكمل شرحه للفتيات
ألقت أميره بجسدها علي الفراش بعد أن عادت إلي منزلها بصحبة والدتها ثم حدقت في الفراغ مبتسمه وهي تتذكر ملامحه الرجوليه وذقنه النابته وبشرته القمحيه المائله إلي السمار وفوق كل هذا الأخلاق التي لطالما تمنتها وتقرأ عنها في عالم الروايات كما تمنت تجد فيه كل ما تمنته شكلا وموضعا ها هي قد أخذت بالمظهر هل تعلم هي ما يختبئ بداخله !! بالطبع لا فهي مثل الكثير ينخدعن دائما في المظاهر
في المساء
تحديدا في عيادة الدكتور مصطفي جلس علي مقعده بعد إنتهاء أخر كشف بإنهاك شديد ليغلق عينيه لبضع دقائق وما ان فتحهما بعد ذلك تفاجئ بعلا تقترب منه ببطئ ورائحتها تفوح المكان ليعقد حاجبيه باستغراب وهو يقول بجديه في حاجه يا علا
علا بهدوء وقد تحدثت بصوت أنثوي مائل للميوعه أنت شكلك تعبان أوي النهارده يا دكتر
تنهد بقوه ثم تابع مغلقا عيناه اه فعلا مرهق جدا
صمت صمت ساد المكان إنتفض فزعا بعد ذلك حين
ترقرقت الدموع الخادعه في عينيها المزينتان بالكحل لتقول بدلال خادع آسفه أنا مقصدش يا دكتور عشان أنت تعبان بس مش أكتر
إزدرد مصطفي ريقه ليتابع قائلا بهدوء عكس ما بداخله حصل خير
إقتربت منه وقد إتسعت إبتسامتها طب ايه رأيك نتعشي مع بعض بص أنا معايا سندوتشات برجر حلوه اوي وعصير فريش يلا ناكل سوا عشان يبقي عيش وملح ولا انت برضو هتكسفني النهارده
صمت مصطفي وقد تذكر زوجته بالتأكيد هي نائمه الآن لم تحضر له طعام وهو يشعر حقا بالجوع وبعد عدة دقائق كان الصمت هو سيد
الموقف تفوه قائلا بتردد احم اوك
قفزت علا بسعاده وهي تقول بفرحه آخيرا
ثم
بدأت في وضع الطعام أمامه علي المكتب ووضعت أيضا العصائر ثم أخذ مصطفي يلتهم الطعام بشهيه ويتناول معه العصير الطازج بينما كانت علا تنظر له بإبتسامه منتصره وقد خطت أول خطوه للوصول إلي مناها
في منزل سعيد
حدق هشام النائم علي فراشه في سقف الغرفه وظل يتذكر وجهها الملائكي البرئ يبتسم تاره ويحزن تاره يبتسم لبرائتها ويحزن عندما يشعر أن الحب الكبير الذي بداخه ما هو إلا حب من طرف واحد وأنها لم تحبه بل تعتبره شقيقها وهذا هو يعلمه ولكنه متمسكا بالأمل والدعاء طالبا من الله أن تكون هذه الأميره من نصيبه وحلاله التي لم يري غيرها ولم تسكن قلبه أي أنثي سواها
عاد مصطفي إلي المنزل وكعادة كل يوم وجد زوجته نائمه شعر بأنه يختنق وبركان ينهار بداخله لماذا أصبحت الحياه ممله إلي هذا الحد ألم تشتاق زوجته إليه أصبحت لا تهتم به فشاغلها الأكبر هو عملها بالصيدليه ومن ثم إبنتها وثم زوجها حين تتفرغ ولكن هذا خاطئ فلنعكس الموضوع أن البيت والزوج أولي من العمل فليكن هو بالمقدمه ومن ثم العمل وإذا وجد الحب دون إهتمام أصبح لا طعم له ولا لون فالحب الحقيقي ما هو إلا إحتواء وإهتمام
إقترب مصطفي منها ليفيقها بصوت صارم
إيمان إيمان قومي
تقلبت في الفراش ثم نهضت وهي تقول بنعاس
ايوه ايوه يا مصطفي في ايه
مصطفي محاولا السيطره علي أعصابه اصحي عشان عايزك في موضوع
رمشت بعيناها عدة مرات محاولا الافاقه لتعتدل في جلستها وهي تقول
ايوه خير يا حبيبي
تحدث مصطفي ليقول ساخرا حبيبك !
إيمان بعدم إستيعاب في ايه يا مصطفي
نظر مصطفي في عينيها ليقول بجديه وعيناه بدت صارمه للغايه الشغل لازم تسيبي الشغل وتتفرغي لبيتك وجوزك وبنتك وبس
صدمت إيمان من ذاك الحديث المفاجئ ثم قالت پحده نعم لا طبعا ليه هو أنا مقصره معاكم في حاجه
ضحك مصطفي بسخريه وقال لا ياشيخه قولي كلام غير ده أنتي مش حاسه بنفسك ولا ايه
هبت إيمان واقفه لتقول باعتراض لا مش ممكن ابدا ده شغلي الي بحبه ازاي عايزني أسيبه بالبساطه دي
هب مصطفي واقفا هو الآخر ليقول بحزم
بيتك أهم يا هانم من الشغل
ايمان بلا مبالاه أنا مش مقصره في البيت طلباتك كلها مجابه
رفع مصطفي حاجبيه ليقول فين قوليلي فين انا كل يوم باجي الاقيكي نايمه ! والاكل بتقوليلي عندك ف المطبخ ونفس الحكايه الصبح بتنزلي بسرعه او تنامي مبقتش اشوفك علي طول نايمه نايمه ايه كل ده ومش مقصره
لم تقتنع إيمان بكلامه لتقول پحده كل ده عشان باجي مجهده من الشغل هو انا مش من حقي أرتاح
انفعل مصطفي قائلا وأنا ! أنا فين راحتي
زفرت إيمان بضيق وهي تقول باعتراض أنا مش هسيب الشغل يا مصطفي مهما عملت
وضع مصطفي كلتي يديه في جيب بنطاله ليقول بهدوء ده
اخر كلام عندك يا ايمان
هزت رأسها لتقول بجديه ومعنديش غيره
أومأ مصطفي برأسه قائلا تمام اعملي الي يريحك وخليكي علي كيفك ثم سار بهدوء ليبدل ملابسه بينما إقتربت منه لتقول بدلال مصطفي
ابعدها عنه بقوه وهو يقول پحده ولا كلمه معايا ابعدي عني
ذهلت إيمان وترقرقت الدموع في عينيها بينما تابع مصطفي ليقول بجديه لما تحطي عقلك في راسك ابقي كلميني غير كده لسانك ميخاطيش لساني ويا أنا يا الشغل يا ايمان
مسحت ايمان دموعها التي انسابت ثم قالت بخفوت انا بحب شغلي يا مصطفي وبحبك