مزيج العشق
!!!
45 صباحا
يدخل الي غرفتها في المستشفي
بعد ان علم ان والدتها غير موجودة بالغرفه
نظر اليها يراها نائمة بضعف ووجهها شاحب
شعر ان قلبه ېتمزق من الحزن عليها وعلي نفسه
فهو اختار سعادتها علي سعادته
كان يكفيه ان يعلم انها سعيدة ويتابع اخبارها من والدته بهدوء ليطمئن باله
افاق من تفكيره وهو يشعر بها تتحرك في مكانها
أنصرف خارجا في هدوء ليصل الي سيارته ثم توجه الي مډفن شقيقه !!
قصر البارون
في جناح نادين
تجلس علي الاريكة وهي تتحدث في الهاتف مع صديقتها
نادين عملت كل اللي قولتيلي عليه يا ميرنا وفي الاخر طردني
ميرنا بدهشة معقوله ماتأثرش خالص هو جوزك دا معمول من ايه بالظبط ازاي وحدة حلوة زيك وماتأثرش عليه!!
هتفت بخبث شكل كدا في وحدة تانية في حياته
شهقت بړعب تفتكري كدا !! دي تبقي كارثه وكل اللي عملته عشان احافظ علي مكاني هنا هيدمر ولو عرف مش هيرحمني !!
نادين بتفكير لا ماظنش الجواسيس للي حطاهم في الشركة بيجيبولي اخباره كلها
ميرنا تمام هتيجي النادي امتي
نادين مش قبل اسبوع علي الاقل ما انتي عارفه الدنيا هنا غامقه ازاي عشان ۏفاة عمر
هتفت ميرنا بحسد ايوه عندك حق بس عارفه مراته دي محظوظة مقعدتش معه كتير وخلفت منه وهتورث من وراه ثروة
ميرنا طيب انا هقفل بقا يا حبيبتي عشان لازم انزل بعدين نكمل كلامنا باي
نادين باي
اغلقت الهاتف تفكر بكلام صديقتها
هل من الممكن ان يفكر ادهم في امرأة اخري
فهي تعرف طبعه البارد ولم تراه ينظر لإمرأة منذ زواجهم !!
في المستشفي
فتحت عيناها وهي تشعر بآلم حاد في رأسها
تذكرت ان مت زوجها حقيقه تعيشها الان
اخذت تبكي في صمت ولم تستطع التحرك سوى حركات جفنيها البطيئة ودموعها التي تتساقط دون توقف
انتبهت مريم الي حركة الفراش فنهضت مسرعه تري ابنتها فاقت فأخذت تمرر يديها علي شعرها في حنان تطمئنها انها ستصبح بخير وراحت تستدعي الطبيب ليراها
دخل الطبيب ومعه ممرضة وبدأ فحصها
و هو يتحدث مع والدتها بعملية تمام ضغطها بدأ يرجع طبيعي ونبضها منتظم بعد شوية هتفوق تماما من تأثير المهدئ
مريم الحمدلله وتقدر تخرج امتي يا دكتور
هتف الطبيب بجدية مش قبل اسبوع ولازم تتابع مع طبيب نفسي دا هيساعدها تتعافي من صډمتها
غادر الطبيب والممرضة الغرفه جلست مريم بجانبها تعانقها بحنان وهي تدعي لها بالشفاء
في نفس التوقيت
كانت ليلي ويسر في ممرات المستشفي يتوجهون الي غرفه كارمن
سمعت مريم طرق خفيفا علي الباب فسمحت بالدخول
هتفت ليلي بصوت خفيض صباح الخير يا مريم
نهضت مريم من مكانها تعانقها بشدة صباح النور حبيبتي
ثم رحبت ب يسر واتجهو الي الاريكة يجلسون عليها
يسر هي عاملة ايه يا طنط دلوقتي
مريم فاقت من شوية والدكتور قال شوية وتخرج من تأثير المخدر بس محتاجة دكتور نفسي يشوفها
يسر عنده حق يا طنط دا افضل لها
مريم طمنيني عليكي يا ليلى!!
تساقطت دموع ليلي ربنا يصبرني يا مريم وجود ملك وكارمن هو اللي مهون عليا مش مستحملة اشوفها تعبانه قدامي كدا انتي عارفه دي بنتي زي ما هي بنتك بالظبط
عانقتها مريم في محاولة لمواساتها والتخفيف عن اوجاعها
يسر اتفضلي انتي يا طنط مريم روحي ارتاحي شوية وانا هفضل
هنا جنبها
مريم مقدرش اسيبها يا بنتي وانتي عندك بيتك وابنك مش عاوزة اتعبك زيادة
يسر ماتقلقيش يا طنط انا استأذنت من مالك وياسين عند ماما وبليل حضرتك تيجي تباتي معها ومالك هيعدي عليا يروحني
مريم ماشي يا حبيبتي ربنا ماميحرمنيش منك
يسر بمحبة ولا منكم يارب
في مدافن الخاصه بعائلة البارون
يقف ادهم امام مډفن اخيه يقرأ له الفاتحة
بدأت دموعه في النزول وهو يتحدث بصوت خفيض له الله يرحمك يا عمر سامحني
عارف انك زعلان مني دلوقتي كان لازم ماروحش ازورها بس ماقدرتش امنع نفسي انا بحبها من زمان اوي حاولت كتير ابعدها عن تفكيري وافضل بعيد عملت كل حاجة في ايدي بس قلبي غلبني المرة دي ومش عارف المفروض احكيلهم انك كنت مسافر تعمل عمليه ولا افضل ساكت ومازودش وجعهم عليك !!!
بعد مرور اسبوع غادرت
كارمن المستشفي
دخلت كارمن غرفتهما وهي تنظر إليها في حزن وتخطر في بالها ذكريات جمعتها بينها وبين زوجها في هذه الغرفة
تحركت منهكة إلى الفراش جلست وعيناها مستقرتان على الطاولة التي كانت عليها صورة تجمعهما معا
حملت الصورة بأصابعها المرتجفة وتحدثت معها بدموع ليه سيبتني لوحدي ما انت عارف اني ماليش غيرك في الدنيا بعد ربنا سيبتني لمين ازاي هعرف اعيش حياتي من غيرك هكمل ازاي لوحدي!!!
نامت وهي تبكي على سريرها بينما تعانق الصورة بشدة بين ذراعيها
داخل اكبر شركات الازياء فى مصر والوطن العربى
البارون ديزاين صاحبت اشهر براند كاميلا
حيث مكتب فخم جدا بتصميم حديث
نجد أدهم جالسا على كرسيه وينظر إلى نافذة مكتبه التي تطل على منظر رائع لكنه لا يراه بسبب حزنه على أخيه سمع طرقا على الباب فسمح له بالدخول
دخلت سكرتيرة مكتبه وكانت تشعر ببعض التوتر بسبب عصبيته الشديدة في ذلك الوقت
هتف ببرود في ايه يا مها مش قولت مش عايزك تحوليلي مكالمات او مقابلات
تحدثت مها بإحترام اسفه يا ادهم بيه استاذ مدحت طالب يقابل حضرتك وبيقول امر مهم !!
اشار لها بالموافقه تمام دخليه
بعد لحظات دخل مدحت الغرفة وأشار له أدهم بالجلوس
تحدث مدحت بنبرة حزن صادقه فكان يعتبر عمر مثل اولاده البقاء الله يا ادهم بيه انا طبعا محبتش اتكلم مع حضرتك في العزاء لأن الوقت مكنش مناسب
ظهر بريق حزن في عينيه لكنه اختفى قبل أن يلاحظه مدحت ثم اؤمأ بجدية خير يا استاذ مدحت ايه الموضوع المهم
هتف مدحت بعمليه الموضوع بخصوص وصية عمر بيه
نظر ادهم بدهشة وصية ايه اللي بتتكلم عنها !!
رد مدحت وصية كتبها عمر بيه قبل ۏفاته بفترة وتم تسجيلها وطلب مني انها ماتتفتحش الا في وجود حضرتك والوالدة ومدام كارمن واستاذ مالك
كان يتابع الحديث بإهتمام ثم قال بهدوء تمام يا استاذ مدحت امتي تقدر تفتح الوصية دي !!
أجابه مدحت انا كلمت والدة مدام كارمن وعرفت منها ان صحتها تعبانه الفترة دي وبلغتها بالموضوع وبعد ما تتحسن صحتها هنفتح الوصية عند حضرتك بالقصر
اشار أدهم له بالموافقة وأردف تمام يا استاذ مدحت شكرا لتعبك
مدحت بإحترام تحت امرك يا أدهم بيه استأذن انا
أدهم اتفضل مع السلامه
غادر المحامي يترك ادهم يفكر في محتوي هذه الوصية
فى احدى محافظات الصعيد
في قصر كبير يغلب عليه الطابع الفرعوني الأصيل
ولا يقل جمالا من الداخل وتحديدا في المندرة الشاسعة
يجلس كبير هذه العائلة ويبدو حزينا على الرغم من جلالته الواضحة وخطوطه الرمادية على ملامحه الشرقية
يتحدث مع نفسه عما إذا كان ما حدث في الماضي إثما في حق ابنه الاكبر ولا ينكر أن الڠضب والعناد كانا سيد الموقف في ذلك الوقت ولم يكن معتادا على معصيته فقد كان دائما يطيع أوامره
ربما كان هذا هو سبب تركه ابنه له لأنه لم يسمح له بالاختيار من قبل لكنه كان دائما فخورا بهذا الولد الطيب
لكن فات أوان الندم الان يدعو الله أن يجد حفيدته ليخفف الألم والندم الشديد بداخله
نهاية الفصل الثاني
الفصل الثالث روحي تحترق مزيج العشق
ستظل الدنيا هكذا لقاء بلا موعد وفراق بلا سبب
فيلا عمر البارون
داخل فيلا صغيرة بيضاء بتصميم حديث وبسيط بإحدي الاحياء الراقيه الهادئة
في غرفة نوم مظلمة نجد ذلك الجسد الضعيف هادئ علي الفراش لا يصدر له صوت
تبكي كارمن بصمت وتعانق ابنتها بشدة
وعقلها لا يتوقف عن التفكير
هل م١ت محب روحها وزوجها العطوف
و تركها في الدنيا وحيدة هي وابنته التي تشبه والدها كثيرا بعيون مشرقة من البراءة والفرح
كيف ستواصل حياتها بدونه
تدعو الله ان يداوي روحها ويصبرها علي فراقه
أغمضت عينيها عندما خطرت هذه الذكرى في عقلها
وقف عمر في المطبخ واحتضنها إلى صدره من الخلف وهو يزيح
عن حنان الاب والاخ والزوج مش عايزة حاجة تانية غيرك من الدنيا
أكملت كلامها بمشاكسة وبعدين هبعد عنك واروح فين ! انا قاعدة على قلبك لا عينك تزوغ كدا ولا كدا
ضحك عمر بمرح وانا اقدر اصلا دا كفاية الأخبار اللي في التليفزيون عن جرائم قتل الستات لأزوجهم انا مش مستغني عن عمري
كارمن بإبتسامة ماكرة برافو عليك حرس على عمرك بقي
همس عمر بصدق انتي وملك اغلي حاجة عندي وهفضل عايش عشانكم
ثم غمز لها قائلا بحبك اوي ماتسيبي الاكل دا وتيجي اقولك كلمة سر قبل ما تصحي ملك
ابتسمت كارمن وقبل ان ترد سمعو بكاء تلك الصغيرة ومعكرة صفو لحظاتهم الجميلة معا كما يسميها عمر
عادت إلى الواقع على صوت فتح باب غرفتها دلفت مريم الحزينة للغاية علي حالة ابنتها منذ ان عادت من المستشفي
جلست مريم على الطرف الاخر من الفراش بجانب ابنتها قائلة ادعيله بالرحمة يا حبيبتي هو شايفك دلوقتي وزعلان علي حالك لازم ترضي بإرادة الله هي دي الحياة مفيش شئ دايم
كارمن خرج صوتها مبحوح اثر البكاء صعب عليا اوي يا ماما مش مستوعبة ان اللي انا فيه دلوقتي دا حقيقة حاسه انه كابوس وهصحي منه
تكلمت الام بحنان من رحمه
ربنا علينا يا بنتي ان الاحزان بتتولد كبيرة ومع الوقت بتصغر ولازم تهتمي بصحتك انتي لسه خارجة من عملية الزايدة واڼهيار عصبي ومش بتأكلي كويس لو مش عشان نفسك عشان ملك
اقتربت منها تربت على كتفها بحنان واستمرت في قراءة القرآن الكريم لها لتهدأ حتى استغرقت في نوم عميق على صوت والدتها الرقيق
بعد مرور اسبوعين
في منزل مالك البارون
استيقظ مالك من نومه علي صړاخ طفله الټفت جانبه لم يري زوجته
نظر في ساعة الحائط كانت الرابعه فجرا رفع الغطاء وهو ينهض متجها الي غرفه ياسين
دخل ليري يسر تحمل ياسين بين ذراعيها
مالك بخضة في ايه يا يسر ماله ياسين
يسر بحيرة وخوف مش عارفه يا مالك صحيت علي صريخه بيقولي ان بطنه بتوجعه وبحس حرارته سخن اوي !!
حمل من