غرائب القضايا.. انتقمت من زوجها بطريقة مٹيرة وهكذا انتهت حكايتها
يروى هذه الحلقة المستشار بهاء الدين أبو شقة فى كتابه أغرب القضايا..
ويروى المستشار أبو شقة وقعت أحداث هذه القضية وباشرت تحقيق وقائعها أثناء عملى كوكيل نيابة بالجيزة كانت أحداثها مٹيرة أقرب من الخيال بعيدة عن الواقع.. تجمع بين جناحيها الخير والشړ والحب والكراهية.. الصفاء والغدر.. الحب والاڼتقام.
كانت فتاة فى منتهى الجمال فى العشرين من عمرها رشيقة ممشوقة القوام.. بيضاء البشرة.. حباها الله بخضرة العينين التى كانت تشع جاذبية لا تقاوم.. تقدم لخطبتها الكثير من الشباب.. معظمهم فى مراكز مرموقة رغم أنهم على أولى درجات سلم الحياة.. لكن الرفض منها كان الجواب الدائم الذى كان محل استغراب الجميع.
خاب ظن الجميع وطاشت كل خيالاتهم وتوقعاتهم وأفاقوا من أحلامهم على وقع ذلك الخبر الذى كان مسار دهشتهم وحيرتهم.. رافضين تصديقه أو حتى تخيله أو مجرد تصوره..
أخيرا قررت أن تتزوج الفتاة لكن من كهل قارب التسعين من عمره وأصرت على هذا الزواج رغم فارق السن الكبير الذى يقترب من الخمسين عاما بين سن كل منهما.. وباركت أسرتها الفقيرة زواجها من الكهل الثرى الذى انتشلها بثرائه من حياة المعاناة والفقر والحرمان إلى حياة الرفاهية والعز والأمان نقلها لتعيش معه فى الفيلا الفاخرة التى اشتراها خصيصا لها واشترى لها سيارة فارهة وأفخر الملابس.. وأحضر لها العديد من الخدم.. ليكونوا رهن إشارتها.
عاشت الفتاة مع زوجها الكهل الذى دبت فى جسده الهزيل كومة من الأمراض.. ممرضة قبل أن تكون زوجة.. تعطيه الدواء فى نهاره وتواصل السهر على تمريضه ليلا ولم تمر سوى سنة وبضعة شهور حتى زادت مشاكله المړضية واشتد عليه المړض وتدهورت صحته حتى وافاه الأجل.. وقد ترك لها ثروة كبيرة وأموالا كثيرة فى حساباتها فى البنوك فضلا عن امتلاك أراض قام بشرائها باسمها.
أحست الفتاة أن الفقر الذى طالما عاشت معه وتربت فيه قد تحول إلى غنى وثراء وثروة فاحشة وأن عليها الانطلاق والخروج من القمقم الذى دفنت نفسها فيه قرابة العامين والفقر المدقع الذى غاصت فيه من قمة رأسها حتى أخمص قدميها.. انطلقت تعوض ما فات شبابها من حرمان وهى تبحث عن الشاب الذى ستعطيه حبها.. ليس أى شاب جدير بهذا الحب.. فقد رسمت فى مخيلتها نموذجا لشاب وضعت بنفسها مواصفاته تتوافر فيه الوسامة والوجاهة والرشاقة والذكاء واللباقة والطموح.. وأن يكون خفيف الظل حلو الكلمة.
لم يمر كثيرا من الوقت حتى التقت بشاب يقاربها فى العمر.. كان نموذجا لتلك الصورة التى رسمتها فى مخيلتها.. والتى حلمت كثيرا بها فى منامها.. وفتحت عينيها فقد تحول الحلم إلى حقيقة إنه شاب حديث التخرج من كلية الهندسة يفصح مظهره المتواضع عن فقره وجدت فيه منذ الوهلة الأولى صورة مماثلة لها يوم
أن