حى المغربلين
انت في الصفحة 1 من 44 صفحات
الفصل الأول الجزء الأول.
بداية_الرياح_نسمة
حي_المغربلين
الفراشة_شيماء_سعيد
بأحد الأحياء المصرية القديمة المعطرة برائحة المحبة بيت بجوار بيت بينما حائط فاصل أصوات البائعين ترن المكان مع نسمات الهواء بنهار سبتمبر بالسادسة صباحا.
على بعد مسافة قصيرة بناية عريقة بها بقايا تراث أجدادنا العمارة الخاصة بالحاج منصور
بغرفة بسيطة جدا مريحة للنفس البشرية بلونها البنفسجي و رائحة البخور اللذيذة المنتشرة بالمكان مقسمة على فراشين و خزانة للملابس و مكتب خاص بالمذاكرة على الفراش الأول فريدة فتاة بجمال أجنبي و ملامح مميزة رغم بساطتها وجه أبيض مستدير و عيون عسلية
ابتلعت تلك الغصة المريرة مع قراءتها لرسالته
_ صباح الورد على عيونك يا فريدة.
ردت عليه
_ قومي بسرعة نروح نصلي الضحى قبل ما جليلة تدخل.
حركت الأخرى رأسها بنفي قائلة بنفس النبرة الهامسة
_ أنتي متوضية لكن أنا لسه صاحية بصي صلى أنتي و أنا هقوم اتشتم بالنيابة عننا إحنا الاتنين عندي مشوار مهم النهاردة هقولك عليه بعدين بس أوعي جليلة تاخد خبر لتاخد عمري.
قامت فتون لتصلي الضحى مثل عادتها اليومية و تحركت فريدة للخارج بإبتسامة مشرقة رحبت بالسلاح المنزلي الذي يسقط على وجهها بشكل مباشر بزواية عمودية تألمت مردفة بحنق
رمقتها جليلة بنظرة قاټلة.. و آه و ألف آه من نظرات جليلة تعب الأيام يخفى جمالها الذي كان يتحدث عنه الكثير سنوات طويلة أصبحت بيوم و ليلة أب و أم و رجل البيت حركت شفتيها بحركة مصرية أصيلة ساخرة صاړخة بتلك الحمقاء تفرق بين الاثنين بكل سهولة رغم عدم وجود إختلاف واحد بينهما حتى الملابس واحدة إلا أن لسان فريدة يميزها
خرجت شهقة قية من فم فريدة و هي تقول بنبرة خبيثة
_ أوعي تقولي على نفسك كدة يا جليلة ده أنتي زي القمر اااه.
_ معاكي عشر دقايق تكوني حضرتي الفطار ليكي و لأختك أنا نازلة القهوة أطلع الشقة تكون نضيفة إزاي معرفش اعمليها بلسانك.
بالولايات المتحدة الأمريكية.
فخر تسرب بداخلها رويدا رويدا فهي معها أكبر شهادة بأنوثتها من فاروق المسيري لو يعلم أن هذا الشهر أحيت به روحها من جديد لتطير و تحلق معه فوق السحاب وافقت على الزواج رغم عدم حبها للقيود فقط أبتسمت إليه بسعادة واضحة
النساء نقطة ضعف معظم الرجال إلا فاروق المسيري فهو دائما نقطة ضعف لأي إمرأة
_ لكي ما طلبتي يا أميرتي و وعد من فاروق المسيري ليلة الوداع ستكون أكثر روعة من أول ليلة جمعت بيننا ذكرى و بصمة كلما نظرتي إلى المرايا ابتسمتي و نطقتي حروف اسمى بكل عذوبة.
خرجت من بين شفتيه ضحكة مرحة مجيبا عليها
_ لا يا عزيزتي هناك فرق كبير بين طريقة الرجل الشرقي و طريقة فاروق المسيري بعد ذهابي خوضي التجربة مع رجل شرقي آخر و حينها فقط ستعرفي الفرق أما وجودي لشهر آخر شبه مستحيل أتيت هنا من أجل العمل و انتهى عملي و إنتهت أيضا إجازتي.. لذلك لا يوجد داعي للبقاء لكن وعد مني إذا أشتقت
اليكي سأترك عملي و أتى لهنا قرص أنفها ببعض الحدة مع نبرة جامدة أخافتها من تحوله الغريب
_ منزلي بالقاهرة مملكتي الخاصة يستحيل لأي إمرأة دخولها إلا بإرادة مني إذا آلمك نيران الإشتياق اذهبي لأي رجل لأني غير متاح دائما يا جوليا و ربما أكون غير متاح لكي من جديد.. رغبتي إنتهت من أول يوم بالشهر إلا أني أشفقت عليكي و ظللت معك حتى الآن بكلا الأحوال كانت فرصة سعيدة . حقوق المدة ستكون بين يديك مع صعودي إلى الطائرة عائد إلى حياتي الأكثر لذة و أوراق الطلاق لدى المحامي تنتظر توقيعك . فرصة سعيدة جوليا.
شيماء سعيد _
حفل زفاف بأجواء صعيدية مميزة الأضواء هنا و هناك و صوت النساء بالأغاني التقليدية الرائعة ترن بالمكان تزيد الزفاف روعة زواج إبن كبير البلد عثمان المهدي على إبنة عمه
يقف شقيق العريس الممثل المشهور فارس المهدي بجلباب من اللون الأبيض عليه عباية من
بإبتسامة جذابة حرك يده
على ظهر والده قائلا
_ ألف مبروك يا حاج.
أبتسم إليه والده بفخر رغم حياته بوسط صعب البقاء
بدخوله دون أخطاء إلا أنه جدير بالثقة ارتفعت الطلقات الڼارية ليجد أخيه عثمان يلقي عليه العصا قائلا بمشاكسة
_ فارس المهدي لسة يعرف التحطيب و الا نسيه في البندر!
التقط العصا بمهارة مجيبا بصوت خشن يغلب عليه المرح
_ لا يا ولد أبوي بس بخاف تخسر محدش جدي.
بدأت اللعبة وسط الطلقات الڼارية مع زغاريد النساء الحماسية أخذ يدور حول أخيه بلياقة عالية حتى إنتهت اللعبة على سقوط العصا من يد عثمان ليقترب منه فارس يضمه إليه بحب ثم
همس بإذنه بكلمات بسيطة
_
فارس أنا ھموت و أشوف فرحة غطي عليا بدل
ما الحاج يقيم عليا الحد على ما أرجع.
أومأ إليه بهدوء و عاد ليقف بجوار أبيه ليرى صفية إبنة عمه تشير إليه من خلف الشجرة زفر بضيق من تصرفاتها الغير لائقة بالمرة وقف أمامها قائلا بصرامة
_ خير يا أم فارس.
قال لقبها لتعلم أن الباب بينهما مغلق من ليلة زفافها هذة المرأة التي يكره النظر إليها لا يصدق أحضانه منذ نعومة أظافرها لم تفعل حساب لرؤية أحد لهما أو على الأقل لرد فعله فقط العجوز الذي أفنت حياتها معه.
فاق من صډمته و أبعدها عنه بكل قوته صاڤعا وجهها پغضب مغلف بالتقزز آخر ذكرى بينهما سقطت أمامه الآن على الأرض لتصبح ألف قطعة رفع يده مبتعدا عنها عدة خطوات إلى الخلف قائلا بعدما بصق بجواره
صرخات عالية منعتها من قول أي كلمة تركها و ذهب مسرعا ليعلم ما حدث إلا أن جملة واحدة قالها أبيه جمدته مكانه
_ أخوك هرب و ساب الفرح يا فارس.. بنت عمك هتتفضح.
توقف عقله عن العمل كيف يهرب عثمان و هو عاشق لفرحة هذا مستحيل ساعة كاملة مرت دون فائدة الجميع يقف بإنتظار العريس و لا يوجد عريس کاړثة أو ليكون أدق ڤضيحة للفتاة و العائلة بالكامل رفع عينيه للشرفة ليرى إبنة عمه بثوب الزفاف الأبيض و وجه غارق بالدموع.
شعور بالعجز و عدم الاستيعاب مسيطر عليها تسند جسدها على والدها بعين مغلقة ترفض النظر لأي شخص حياتها أصبحت عار.
انتفض جسدها على عودة الطلقات الڼارية و دلوف المأذون و كلمات فارس الحاسمة
_ أكتب يا شيخنا أنا العريس.
شيماء سعيد _
أمام القهوة الخاصة بجليلة.
بدأت صرخات النساء ترتفع بالمكان و صوت رجل غليظ مسيطر على الموقف قام الحاج منصور من مكتبه بالوكالة على أثر نداء استغاثة به خرج بوقاره المعروف لتختفي بعض
الأصوات إحتراما و تقديرا لكبير الحي.
على الجانب الآخر سقط شاب في أوائل العشرينات من كثرة الضړب المپرح معالم وجهه تكاد لا ترى بالعين ليغلق عينيه مستسلما لذلك الثور.
زفر الحاج منصور بضيق من تصرفات كارم و عابد الذي يدافع عنه دائما من باب الصداقة وقف خلف كارم الذي كان ه يعلو و يهبط من المجهود المبذول بتأديب أحمق أبتسم بوجهه إبتسامة سخيفة.
ألقى بالآخر على الأرض قائلا بصوت غليظ
_ بقى كارم الريس حتة عيل زيك يضحك و أنا معدي ياض!
_ كارم.
أخذ نفس عميق و هو يلعن نفسه للمرة المليون نظر بعينيه إلى صديقه عابد ليكون داعم له إلا أن الآخر رفع يده بقلة حيلة دار بوجهه المتصبب عرقا للحاج منصور قائلا بنبرة مرحة
_ الحاج منصور سيد الناس كلها كل واحد يدخل بيته مش عايز كتر كلام و العيل ده شوفوا إبن منين ياخدوه المستشفى بينا على القهوة يا حاج نتكلم براحتنا.
ذهب سريعا من أمامه لقهوة الست جليلة لو ظل ثانية واحدة لكانت كرامته حديث الحارة أشهر من كلمات الحاج منصور يعتبره والده أو هو بالفعل والد له و لأي شاب و فتاة بحي المغربلين.
أساس الحي العائلة الجناح شيوخ العطارين و عائلة المسيري قبل أن يرحلوا من الحي و تعود إليه جليلة بعد
ۏفاة والدها.
جلس الحاج منصور على المقعد المجاور له مردفا بضيق به بعض الڠضب
_ جرا إيه يا زفت هو مفيش ليك كبير و الا إيه! كل يوم و التاني خناقة و بوليس خلاص قعدة السچن جات على مزاجك.
حرك رأسه يمينا و يسارا بتعب قائلا
_ و الله يا حاج أنا المرة دي مظلوم
لو تعرف الولد دة عمل إيه هتقوم تكمل عليه.
بسخرية سأله
_ عملت إيه يا غلبان و الدنيا جاية عليك!
حمحم و هو يحرك يده على خصلاته السوداء الناعمة مجيبا
_ كنت معدي أنا و الواد عابد يروح ابن ضحك من غير أي إحترام.. بيقلل من كارم الريس يا عم منصور.
للحظات ظن أن منصور فقد النطق أو حدث له أي مكروه ليقطع الصمت صوت عابد الغاضب
_ لحد امتا هتفضل متهور بالشكل ده واحد و ضحك يعنى هيكون شتمك أنت عملت ايه في أبويا يا جلاب المصاېب!
أردف بسؤاله الأخير على صمت الحاج منصور المريب ضړب منصور بيده فجأة على الطاولة قائلا
_ قوم يا حيوان أنت و هو من هنا بدل ما اخلي الكل يضحك عليكم النهاردة مش نفر واحد.
خرجوا بنفس الثانية ليسند بظهره على المقعد ببعض الإرهاق رفع يده يمر بها على أعلى رأسه يخفف من حدة الصداع لولا انتظاره لمحبوبة قلبه لكان عاد إلى منزله..
بعد مرور أكثر من ربع ساعة دلفت إلى القهوة بطلتها الخاطفة لأنفاسه رائحتها الفطرية المميزة البعيدة عن أي عطور تأخذ بها قطعة من روحه أغلق عينيه مستمتعا بالياسمين الصافي المريح للروح قبل الجسد.
بقلق كبير اقتربت منه قائلة
_ حاج منصور أنت كويس ياخويا!.
سؤالها عنه يعطي له مزيج بين
الحب و التوتر و كأنه مراهق بأول
سن البلوغ كلمتها الأخيرة يكرها لحد الجنون أخويا لتقول.. تقول حبيبي سيكون