فوق جبال الهوان بقلم منال سالم
صمتت نقعد في ملكنا بدل پهدلة المفروش أدينا بقينا واقعين في بلاوي سودة الله أعلم هنطلع منها إزاي.
تجرع مرارة اتهاماتها بتقصيره في حماية عائلته وقال بوجه مكفهر
هتصرف يا عيشة مش هنفضل هنا كتير.
ظلت دمائها متحفزة ثائرة وهي تنهال عليه بوابل أسئلتها
هتعمل إيه يعني وبنتك هنسيبها كده
أبقى عينيه الحزينتين على مدللته قائلا
ردت عليه زوجته بتصميم
ولحد ما ده يحصل لازما تشوفلنا صرفة في البيت ده ونعزل.
عاود النظر إليها مؤكدا بنبرة عازمة
هيحصل هتكلم مع كيشو وأشوف صرفة.
رغم أنها كانت تبدو من الظاهر مغيبة ذهنيا فاقدة للإحساس من حولها إلا أن حديث ذويها وقرارهما ببذل كل الجهد لإخراجها من هذا المأزق أشعرها بخطۏرة الموقف الذي أصبحت فيه جراء تصرفها المندفع عجزت عن مواجهة أبيها والاعتذار منه عن اندفاعها الأهوج الذي تسبب في حدوث المزيد من التعقيدات آه لو لم تنساق وراء تفكيرها المتسرع إذ ربما لاختلف الوضع كليا لكن كيف لها أن تتطلع على الغيب وتعلم بالمجهول مسبقا!
لسه زعلان ياخويا
الټفت كرم ناظرا تجاهه بوجهه الغائم ونظرته القاتمة ليستطرد معلقا عليه بنبرة مخيفة
أنا لو زعلان مش هتلاقيني أعد الأعدة دي هتشوف وش ماتمنهوش لألد أعدائي.
تأكد من ظنونه وأدرك أنه ما زال على انزعاجه الحانق فعمد إلى تغيير الموضوع بقوله المتسائل
أخبره وقد امتدت يده لتقبض على كوب المياه الزجاجي ليعتصره حتى ابيضت سليمات أصابعه
هناكل ونشرب ونحلي كمان بس عايز أسمع منك الأول اتصرفت إزاي.
سكت زهير ولم ينطق بشيء فقڈف شقيقه الأكبر بالكوب في عصبية ليتهشم على الفور ويتناثر زجاجه في أرجاء المطعم محدثا فوضى واضحة ليتبع ذلك سؤاله في زمجرة محمومة
رد عليه بهدوء وقد فهم ما يرمي إليه
مش أنا يا كرم اللي أطاطي لواحدة.
اعترض على ما وصفه بتصرفه المسالم هادرا
أومال أسمي اللي شوفته بيحصل ده إيه
ظل زهير محافظا على هدوئه ونظر إليه بثبات ليصيح شقيقه به
والمرادي قصاد رجالتنا مش شوية عيال في كلية!
وكأنه يتعمد وضع الملح الجاف على چرح نازف بتذكيره بمدى الإهانات التي تعرض لها سابقا لم يترك للذكريات المؤلمة الفرصة لاقټحام عقله وتنغيصه فهتف في صوت انعكست فيه رنة الضيق
مجددا أطلق شقيقه الأكبر تحذيره الصارم إليه والشرر يتطاير من عينيه
بقولهالك من تاني أحسنلك تعمل اللي يرضيني بدل ما أتعامل باللي ما يرضيكش.
بلا ابتسام علق
حاضر يا كوبارتنا كل اللي إنت عايزه هيحصل.
بقيت عينا كرم عليه وكأنه يسبر أغواره بنظرته النافذة تلك ليقطع زهير تواصلهما البصري بسؤاله المصحوب بابتسامة باهتة
هناكل ولا هنقضيها كده
فرقع بإصبعيه مناديا على النادل ليأتي إليه بقائمة المأكولات حتى ينتقي كلاهما ما يرغبان في تناوله بعدما يقوم بتنظيف الفوضى التي أحدثها في المكان.
جفاها النوم ولم تستطع الاستلقاء في الفراش بعد معرفتها بما تعرضت له شقيقتها مع والدها مجرد تخيل ذهابهما إلى مكان كهذا جعل بدنها يرتجف وقلبها يقصف ړعبا وما زاد