فوق جبال الهوان بقلم منال سالم
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
من مخاوفها أكثر إلمامها بتفاصيل صدام شقيقتها الصغرى مع أحد هؤلاء الأشقياء!
انتفضت إيمان قافزة من على الأريكة في هلع عندما سمعت قرع الجرس والطرقات المتتابعة على الباب تقدمت بخطوات بطيئة ودقات قلبها تكاد تصم أذنيها من فرط قوتها وانفعالها تساءلت بصوت مرتعش
مين بيخبط
أتاها صوتا مألوفا من الخارج جعل كل مخاوفها تتبدد على الفور
في التو رددت وهي تزيح القفل من المزلاج وتدير المفتاح لتفتح الباب
راغب!
تهللت أساريرها حينما رأته أمام عتبة البيت بمجرد أن وطأ داخل المنزل ارتمت في أحضانه ضمته بقوة وراحت تهتف بشوق واشتياق
حمدلله على السلامة يا حبيبي...
أبعدها عنه ليحدق فيها بهذه النظرة الغريبة فسألته وهي تتحرك تجاه الباب لتوصده
تجمدت في موضعها بتوتر وقد أتى سؤاله من خلفها محملا باتهام خفي
هو إنتي مش عايزاني كنت أرجع ولا إيه
التفتت ناظرة إليه لتقول وقد ظهر الارتباك على قسمات وجهها
أبدا والله بالعكس أنا مبسوطة إنك جيت بس إنت اللي كنت قايلي لسه وراك تدريب وآ...
قاطعها قائلا في ضيق
عايزة عقلي يفضل فيا إزاي بعد اللي حصلك
الحمد لله عدت على خير.
ثم دنت منه واحتضنت راحته بين كفيها مستشعرة دفئها على جلدها البارد كاد شعورها بالراحة لوجوده يتغلغل في أعماقها أكثر لولا أن سألها فجأة بما صدمها
إيمان إنتي اتسرقتي إزاي وما تقوليش تحت البيت!
فرت الډماء من وجهها حينما أكمل
بتاع السوبر ماركت قال إنك ماجبتيش منه حاجة!
أنا ...
انتفضت مرتعشة پخوف أكبر عندما استل يده من بين قبضتيها هادرا بعصبية ظاهرة في نبرته
قولي الحقيقة وما تكدبيش!
لم تجد بدا من الاعتراف بذنبها فقالت وقد راحت الدموع تتجمع في طرفيها رهبة من تبعات معرفته بتفاصيل كل شيء
حاضر هقولك على اللي حصل بالظبط.
يعني لو مكونتيش اتسرقتي كنت فضلت مختوم على قفايا ومعنديش خبر باللي عملتيه من ورايا!!
والله العظيم أنا كنت هقولك بس خۏفت ترفض زي تملي أروح لماما وبابا وأطمن عليهم.
استمر في لومها بشدة
ويا ريتك سمعتي كلامي وخدتي بنصيحتي لكن إنتي ركبتي دماغي وعملتي اللي عايزاه ودي كانت النتيجة.
اعتذرت منه بندم حقيقي وقد تعلقت بذراعه
حقك عليا يا راغب والله ما كنت أقصد أبدا أروحلهم من وراك بس ماما وحشتني وكنت عايزة أصالحها بعد اللي حصل هنا.
انتشل ذراعه من يديها هاتفا بعصبية
كنتي كلميها تيجي كان ده أهون عليا.
كفكفت دمعها المسال بظهر كفها وقالت بصوتها الباكي
أنا أسفة مش هيحصل تاني إني أعمل حاجة من وراك.
رمقها بهذه النظرة قبل أن يعلق
ما ده أكيد وخصوصا بعد ما أربيكي.
انكمشت على نفسها خوفا منه خاصة حينما رأته يشمر عن كميه ويكور قبضته فهرولت مبتعدة عنه لتركض تجاه غرفة نومهما وهي تصرخ
لأ يا راغب بلاش!
كز على أسنانه هاتفا في هسيس غاضب
هتروحي مني فين
ثم انطلق في إثرها ليصل إليها قبل أن تتمكن من غلق باب الغرفة اتكأت عليه بجسدها لتمنعه من الدخول لكنه دفعه بكل قوة فاندفعت للخلف وأعطته الفرصة للدخول بالكاد حافظت على اتزانها وراحت تتراجع بخطوات متعثرة حتى التصق ظهرها بالدولاب ظلت
تنظر إليه بعينين تحتويان قدرا عظيما من الړعب فصفق الباب بقسۏة وهو يتوعدها بلا كلمات بأن يكون تأديبه لها مجديا ...................................!!
منال_سالم