الأربعاء 25 ديسمبر 2024

غرام الذئاب بقلم ولاء رفعت علي

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

كانت تغفو في سريرها تتقلب بين أحضان الكوابيس تهذي بكلمات مبعثرة لا رابط لها.
فجأة جاءها صوت طرقات الباب ليقطع حلمها المرعب ويعيدها إلى واقعها البائس.
فتحت عينيها بتثاقل واحتاجت للحظات قليلة لتدرك أين هي وتسترجع أحداث الليلة الماضية ألقت نظرة على الساعة المعلقة على الحائط بينما استمر صوت الطرق يتزايد بإلحاح ورافقه صوت أنثوي تذكرت صاحبته التي تنادي

علا يا علا
قامت بتثاقل وفتحت الباب لتجد انتصار مدبرة المنزل كانت واقفة أمامها تحمل على ذراعيها بعض الملابس المطوية. 
لمحت علا الجدية في ملامح وجهها فسألتها بقلق
حمزة صحي 
ردت الأخرى بجمود
صحى من بدري والناني فطرته وقاعدة معاه في الجنينة أنا جاية أديلك اليونيفورم اللي هتلبسيه
ألقت الملابس بين يديها ببرود مما جعل الأخيرة تسأل بذهول
يونيفورم
ابتسمت الأخرى ابتسامة ساخرة وأجابت أحمد بيه اللي وصانا عليه ليكي مخصوص خدي بالك شيري هانم بتحب الانضباط في الشغل والمواعيد جدا آه واعملي حسابك من بكرة هتصحي من الساعة ستة الصبح نظام الخدمة عندنا كدا
شعرت علا أن كلمات انتصار كجليد يتساقط بقوة فوق رأسها متوالية في قسۏتها وبرودها. 
وبينما كانت لا تزال تحاول استيعاب ما يحدث أكملت انتصار
عشر دقايق تكوني جاهزة وتحصليني على المطبخ عندنا ضيفة زمانها علي وصول
وفي مكان آخر من الفيلا تجلس شيري في قاعة الصالون الفاخرة تقرأ كتابا وتعلو وجهها ابتسامة راضية.
بدت وكأنها تتلذذ بما يحدث لعلا كأن هذه الأخيرة قدمت لها فرصة ثمينة على طبق من ذهب لتنفيذ مخططاتها. 
اقتربت منها انتصار وهمست في أذنها كلمات خفية. 
لم تلبث الأخرى أن أومأت برأسها بارتياح قائلة
برافو يا انتصار ولسه ياما هتشوف اللي زيها لازم تعرف مكانها كويس حتى لو كانت أم حفيدي أو مرات ابني في الآخر هي مجرد خدامة
قاطعت كلماتها خطوات ابنها الذي نزل من الطابق العلوي وسأل باستغراب
مين دي يا شيري هانم 
نظرت إليه انتصار بتوتر ثم استأذنت عن إذنك يا شيري هانم هروح أخليهم يحضروا السفرة
انسحبت سريعا تاركة أحمد ينظر نحو والدته في محاولة لفهم ما يجري أجابته والدته بابتسامة ماكرة
نسيت أقولك في ضيفة معزومة عندنا على الغداء زمانها جاية
لم يمر وقت طويل حتى اخترق صوت أنثوي مائع الأجواء
هاي
نهضت شيري بلهفة لاستقبال ضيفتها قائلة بحفاوة مبالغ فيها
أهلا أهلا يا دودو
لم يتفاجأ أحمد كثيرا إذ أدرك على الفور أن والدته تريد اختبار ما حدث بينه وبين علا أرادت أن تتأكد أنه قطع معها كل أحبال الوصال وأحضرت دودو المرأة الوحيدة التي تعرف تماما كيف تقهر علا.
اقتربت هذه المدللة منه ومدت يدها قائلة بدلال مفرط
هاي ميدو!لاقيتك ما بتردش علي قولت طيب أجيلك بنفسي! I miss you too
لم تكتف بالمصافحة بل سارعت بمعانقته دون أن تنتظر رده و في تلك اللحظة ظهرت علا حاملة صينية يعلوها كؤوس العصير.
توقفت قدماها عن السير عند رؤية

انت في الصفحة 1 من صفحتين