الأربعاء 25 ديسمبر 2024

حكاية نرجس بقلم فائزة عون

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

صعدت نرجس فوق سطح منزلها
وكانت الظلمة حالكة اصطحبت معها هاتفها وأضاءت مصباحه وتفحصت به أرجاء السطح ثم اختارت بقعة جلست بها أسندت رأسها المثقل بالأفكار التائهة إلى سور السطح ثم مدت ساقيها التعبتين 
وأغمضت عينيها ومالبثت أن أجهشت پبكاء مرير
وبعد أن أنهكتها الدموع رفعت كفيها ومسحت عينيها
ورفعت وجهها للسماء

..رب أنت أعلم مني بحالي
ثم عادت وأغمضت جفنيها
فسمعت خطوات تصعد الدرج وتقترب منها..فتحت عينيها و
لملمت ثوبها المبعثر والتفتت حيث مصدر الخطوات 
..هل أنت هنا 
..أرجو أن تدعني وحدي
..ماذا تفعلين في هذه الظلمة الحالكة ..
..أريد أن أكون وحدي أرجوك
..أوتظنين أني أريد الاطمئنان عليك ..
انزلي بسرعة وأعدي لي كأسا كبيرة من القهوة فقد أفسدت علي ليلتي 
..وقبل أن تتكلم علا صوته قائلا
لعلك لم تكتف قبل قليل
أتريدين المزيد أيتها ال...
..يكفيك ماقلته قبل قليل
اتركني وحدي
..هيا أريد القهوة
إن لم تدعني سأصرخ وأجمع الجيران
..ماشاء الله أيتها العاقر وتجرئين على مواجهتي
..عاقر عاقر...وماذنبي أني هكذا 
أما يكفيك ماتفعله بي
هل أنا من تقصدت هذا
إنما هو أمره سبحانه
...تمسكني هيا هيا اذرفي دموعك كعادتك ..أسرعي أمامي أريد قهوتي هيا بسرعة
ولا أريدسماع المزيد 
فلحنك حفظته ولم يعد يطربني
..مادمت تكرهني بهذا الشكل ما الذي يدعوك لتتركني لديك
أطلق سراحي وينتهي كل شيء
..ياليت..ولكن أشفق على أهلك فكم سيتحدث الناس عنك
وكم سيقولون ابنتهم العاقر طلقها زوجها
ومن ذاك الذي يرضى أن يتزوجك
..ومن قال لك أني أريد الزواج أصلا
..قلت لك أريد القهوة هيا واصمتي
ونزلت نرجس ثم اتجهت حيث المطبخ 
و وضعت الركوة على الڼار
وحانت منها التفاتة حيث السکين الكبيرة 
أمسكتها بيد مرتجفة ولكنها مالبثت أن سمعته ينادي
..ألم ينضج طعامك بعد 
وقعت السکين من يدها 
فالتقطتها وقالت..
..أستغفرك ربي من أفكاري وأتوب إليك
..سامحني يامن أنت أعلم مني بحالي 
وطرق باب المنزل 
..من بالباب
..أنا صديقك أحمد ياجاسر
أسرع نحو الباب قائلا
جاء صديقي أضيفي القهوة وانظري ماذا لدينا من حلوى لتقدميها معها
لا أريد سماع صوتك أبدا
فتح الباب بابتسامته العريضة
..أهلا أهلا تفضل
..أهلا بك جاسر
ودخلا غرفة الضيوف 
سكبت نرجس القهوة وجهزت الحلوى معها 
وتقدمت بخطا حزينة نحو الباب
فسمعت الضيف يقول
..يارجل اتق الله في زوجتك فهي بنت الكرام والحسب والنسب
ماهذا الذي ترويه لي
تتسلى بتعذيبها كيف طاوعتك نفسك أن تفعل كل هذا بها
وهنا وقفت نرجس ولم تطرق الباب بس أصغت بسعادة لقول أحمد 
وسمعت صوت جاسر الذي باتت تكرهه
..يا أحمد إن تعاملت معها بالود والمحبة قد تعاملني بسوء
..من قال هذا
زوجتك أصيلة وطيبة
جرب وتعامل معها بلطف ولاتنسى أنك أنت...
..لاتكمل بالله عليك ..لاتذكرني پألمي
..أرأيت أنك تألمت بمجرد أني قلت لك هذا
فمابالك بألمها هي وأنت تتهمها كل يوم بأنها عاقر
وتذيقها من العڈاب ألوانا
وهنا اتسعت حدقتا نرجس واقتربت من الباب
وتحدثت مع نفسها
..مامعنى تتهمها
ماذا يقصد الرجل ياترى
وقطع حوارها مع نفسها جاسر قائلا
..أرجو أن تنهي الحديث قد تأتي بالقهوة وتسمعنا 
فانتظرت قليلا ثم طرقت الباب
..هاتها ..أدخلي غرفتك لا أريدك خارجها أبدا ثم
أغلق الباب
..فتحت نرجس باب غرفتها

انت في الصفحة 1 من صفحتين