حماتي الجباره
شيطانه الذي يخبره أن يفعل !
بينما تلك السيدة تركزت كافة حواسها في ترقب للحروف التي ستخرج من بين شفتا بدر وهي تسأله بسرعة
شوفتها فين
تقريبا عدت من هنا وكانت بتجري بس مش قادر أتذكر راحت يمين ولا شمال
تأففت السيدة بضيق وهي تتلفت يمينا ويسارا ليسألها بدر بفتور
ليه هي سړقت من حضرتك حاجة ولا إيه
ايوه سړقت مني شنطتي وفيها حاجات مهمة ليا اوي
فهز بدر رأسه وراح يخبرها بنبرة ماكرة
لو كده متقلقيش أكيد هتتمسك لأني لسه شايف الأمن طالع باين حد بلغه إن في خناقة
شحبت ملامح تلك السيدة والخۏف يتخذ مساحته من قسماتها السمراء قبل أن تهز رأسها موافقة لبدر مرددة بتوتر حاولت إخفاؤوه
ثم استدارت لتغادر بسرعة قبل أن يفتك بها رجال الأمن وتسلم للشرطة بعدها !!!
بينما بدر كان مثبتا عيناه عليها حتى إختفت عن أنظاره حينها استدار ليفتح ذلك الباب ثم دلف ليجد أيسل مكتومة الأنفاس تطالعه بنظرات مغلقة مبهمة وكأن كل مشاعرها تشابكت خيوطها كخيوط عنكبوت لا تدري أولها من اخرها !
ظلت تنظر له لثوان ثم نطقت بصوت مبحوح
شكرا
بملامح جامدة ونظرات ثابتة قاسېة كحروفه الجافة أخبرها
مفيش داعي للشكر لإني معملتش كده عشانك أنا عملت اللي إنسانيتي خلتني أعمله لكن انتي ماتهمنيش
تلك النبضة التي أطلق بعدها جنود الكره والحقد ليظهروا في كافة أفعاله قاتلين
تلك النبضة الهادرة في مهدها
فسخرت أيسل لاوية شفتاها
كويس إن في حاجة مشتركة بينا انا ماهمكش وانت ماتهمنيش!
كان خلفها مباشرة تسمع هدير أنفاسه بوضوح يخالط نبرته الرجولية الخشنة وهو يهمس لها
استني
وحينها
فانتفضت هي وقد أفلتت تلك الشهقة المكتومة من بين شفتاها مغمضة عيناها بقوة وقد على تنفسها بتوتر
للحظات فقط أحس أن عواطفه إحترق بتلك الجمرة التي القيت فيه دون مقدمات !
فهمست هي بصوت خفيض أتاه كصدى صوت لعقله الذي خدره حلاوة ذلك الشعور
بدر أنت بتعمل إيه!
فخالف رغبة مغمغما بصوت حاد مثخن بالعاطفة
كتفك كله كان باين وقولتلك شعرك تلميه لما تكوني برا البيت!!
انا انا كنت عامله كنت لماه
رددت بصوت يكاد يسمع وذلك الشعور يزلزل حروفها المبعثرة كحالها فيما زفر هو بقوة يحاول قمع عاطفة لا يدري من أين تحركت لتداعب المدفون داخله وقال بحدة أجشة
اطلعي اطلعي يا أيسل يلا !!
اومأت هي برأسها بسرعة لن تجادله كانت تود الخروج بأي طريقة لن تحتمل البقاء معه بمفردها في ذلك المكان الصغير جدا وهو شبه ملتصق بها بهذه الطريقة !!
فتحت الباب ثم خرجت بسرعة يتبعها بدر الذي بدأ يلتقط أنفاسه بصوت مسموع يحاول سحب نفسه من بين زوبعة ذلك الشعور مستمرا في محاربة المجهول
كانت ليال تجالس ابنة
عم يونس ورد في الأسفل تحاول كسر الملل الذي اصبح جزءا لا يتجزء من حياتها
ثم توجهت صاعدة لغرفتهم فتحت الباب ثم دلفت لتجد يونس جالسا على الأريكة مندمجا بين أوراق عمله الذي اهمله في الفترة الاخيرة فألقت ليال نظرة عليه وتنهدت وهي تدخل للغرفة متعمدة اصدار صوت لتلفت نظره ولكنه لم يبدي اي رد فعل
أنت بتعمل إيه
فأجاب بجمود وهو يعاود النظر لأوراقه مرة اخرى
ملكيش فيه وبطلي فضولك ده!
ليه ابطل فضول ليه هه يا يونس ليه
كز يونس على
أسنانه بغيظ يحاول ألا يحتك بها قدر الإمكان ولكنها كالعادة تبحث عن اي ثغره لتتقرب منه !
وشفتاه الغليظة التي لم تنطق أسمها بنبرة حانية كما تمنت بل دوما تخرج ما يترك داخلها لها چرحا جديدا
انتي بتعملي إيه انتي اټجننتي
أسبلت جفناها ولم تدري ماذا تجيب بل لم تجد صوتا لتخرجه اصلا
ولكنها رأت غضبه الأهوج يحتل ام عيناه فابتلعت ريقها مجيبة بمكر انثوي
مالك يا يونس انا زي مراتك على فكره!
أنا مش عارف إيه اللي بقوله ده بس إياكي بوقك ده يجي جمب بوقي تاني انتي فاهمة!
أنت خاېف مني ولا إيه!
إتسعت حدقتاه بذهول ولم يجد ما ينطق به!!
فدلف للمرحاض صاڤعا الباب خلفه لتضحك هي بصوت عالي إن كانت جرأتها تحرك أي شعور داخله فلن تتعامل معه سوى بتلك الجرأة بعد الان!!
بينما داخل المرحاض كان يونس يحدق بصورته المعكوسة في المرآة وداخله يغلي ڠضبا يود لو يمحي الدقائق السابقة من حياته كارها ذاك الشعور الذي حركته تلك اللعېنة داخله !!
ايوه
مجرد رماد احترق بنيران الفراق
يونس عايزه اشوفك انهارده!
لم يصدق