الأربعاء 25 ديسمبر 2024

رزاية لمن القرار بقلم سهام

انت في الصفحة 2 من 420 صفحات

موقع أيام نيوز


النظر اليها.. رأت ما لم تراه من قبل في حياتها.. حياه لا تشبه حياه قريتها البسيطه بأناسها البسطاء 
والصدمه احتلت ملامحها وهي ترى العامل يضع أمام إحدى النساء الشيشة فتتناولها منه تشرع في تدخينها 
المشهد جمدها للحظات لتلتف نحو حسن المندمج بشيشته هو الاخر تسأله 
ديه الستات بتشرب شيشه ياحسن 

تعالت ضحكات حسن وهو يرمقها 
هنا كل حاجه مباحه يافتون.. انتي مش لسا تحت الجاموسه في قريتكم 
وتعالت ضحكاته يشير لها نحو النساء 
شايفه الستات عاملين ازاي.. شوفي واتعلمي 
وتأمل فستانها الفلاحي ذو الألوان الزاهيه وتسريحة شعرها المعقوده كطالبه مدرسه مقززا من هيئتها 
الموضه شكلها موصلتش عندكم القريه يافتون 
قالها مستخففا بحديثه وببراءه لم تلوثها الحياه لم تفهم حديثه المملوء بالازدراء ولا نظراته التي كان يوزعها بينها وبين الاخريات 
فاطمه صاحبتي بتجيب كل هدومها من هنا.. 
واردفت بحماس تحكي له عن جارتها 
اصل ليها خال عايش في مصر من زمان وكل صيف بيجوا يزوره.. ده حتى جابلها تليفون لما نجحت في الاعداديه ودخلت الثانويه 
ابتلعت غصتها وهي تتذكر حلمها.. فكم ليالي حلمت ان تدخل الجامعه وتصبح محاميه تطالب بحقوق المظلومين..كحالهم 
طرقعت حسن لكفوفه وهو ينظر للطعام الذي وضع للتو أمامه جعلها تفيق من شرودها.. شرع في تناول الطعام يتذوق مذاق الكفته المشويه فوق الفحم متلذذا
عمك سعيد ده احسن واحد يعمل كفته 
التمعت عيناها وهي تنظر للطعام داعية لمن كان سبب في تلك العزيمه 
ربنا يوسع رزق البيه بتاعك كمان وكمان 
طالعها حسن وهو يحشر الطعام في فمه 
اكتر من كدهده معاه فلوس زي الرز مش عارف يضيعها فين
وبدء يقص لها عن مغامرته ونساءه وحياه الترف التي يعيشها.. فمضغت لقمتها بحزن على حياه ذلك الرجل 
الفلوس مش كل حاجه ياحسن.. اه هو معاه فلوس بس معندهوش حد عايش معاه
استنكر حديثها الذي لا يعجبه 
كلي يافتون خلينا نروح وتمتم حانقا
قال الفلوس مش كل حاجه قال
.
ليله كانت كالحلم الجميل معه..اصبحت تتعلق به كالادمان لا تريد للساعات التي يسرقوها من

________________________________________
وراء الأعين المتربصة لهم ان تنقضي...من يصدق ان سيدة الأعمال التي تبهر شركائها بحنكتها وذكائها غارقة في لذة المتعه والعشق لهذا الرجل الذي سارت خلفه تاركه مبادئها خلفها
داعبت وجهه بأناملها المطلاه هامسه
انت عملت فيا ايه ياسليم.. مبقتش قادره استغني عنك 
ويا لحظها العسر.. بدأت بوضع اول أعتاب النهايه لزواجهم 
تآوهت بآلم تنظر لقبضته فوق كفها الناعم 
شهيره احنا متفقين على ايه.. مافيش مشاعر 
بهتت ملامحها من نبرة حديثه القاسې 
احنا متجوزين عشان نقضي ساعات لطيفه مع بعض بعيد عن الناس..
بس انا ياسليم بدأت
وقبل ان تنطقها انتفض كالملسوع من جوارها
بلاش تنطقيها او تحسيها ياشيهره.. لأنك لو قولتيها كل حاجه بينا هتنتهي 
شهيره الأسيوطي صاحبة الاسم اللامع المرأة التي لهث خلفها الرجال واضعين أموالهم تحت قدميها تخشي اليوم ان يرى رجلا دموعها بعدما رفض حبها 
أرادت ان تثأر لكرامتها ولكن كرامتها أصبحت معه وحده لا قيمة لها
تحرك بخطواته يبحث عن ملابسه لتهتف بجزع 
سليم انت فهمتني غلط.. انا اقصد اني برتاح معاك 
وكم كانت كاذبه وهو يعرف ذلك..نظراتها الهاربه فضحتها 
فأردفت بتعلثم تقف قبالته 
سليم انت عارف الضغوطات والمشاكل اللي بمر بيهم حاليا غير المنصب السياسي الجديد اللي اتحطيت فيه
وتعلقت بعنقه تستجدي عاطفته وتلك الاحاسيس التي يعيشوها سويا
انت منطقة الراحه بتاعتي ياسليم 
رغم عدم اقتناعه الا انها كانت اكثر النساء اللاتي تزوجهن روقيا 
خلاص ياشيهره.. بس اتمنى موضوع المشاعر ده نوقفه..
واردف وهو يلتقط بضعة خصلات من شعرها المصبوغ يتلاعب به بين أنامله 
عايزك شهيره الست العمليه اللي عمر العاطفه ماحركتها 
ابتسمت رغم الغصه التي استوطنت قلبها تحرك رأسها توافقه 
عندك حق ياسليم 
وبعد أن كان هو من يقدم التنازلات لأمتلاكها.. باتت هي من تقدم له كل شئ 
وقفت خلف باب الشقه تستمع لذلك الصوت الذي تسمعه كل يوم فيؤنس وحدتها
محتاجه مني حاجه تانيه ياست ام عصام
لتهتف المرأة ذو الملامح الطيبه داعيه له
لا يابني ربنا يستر طريقك ويوسع رزقك
انصرف صاحب الصوت فأنتفضت مفزوعه من تلك الطرقات مبتعده عن الباب تنظر حولها پخوف...ف حسن لا يأتي في ذلك الوقت وهي لا تعرف أحدا هنا
فتحت شراعة الباب كحال بعض الأبواب في البنايات القديمه
لتبتسم لها المرأة الواقفه
بقالي كام يوم بلمح خيالك ورا الباب.. فقولت اجي اشوف من صاحب الخيال ده 
فتحت فتون الباب بخجل من تصرفها الأحمق لتخفض رأسها 
أنتي العروسهسمعت من مرزوق صاحب محل الخضار اللي تحتنا ان ساكن الشقه الجديد اتجوز 
اماءت فتون برأسها وهي لا تقوى على مطالعة تلك السيده
مبروك يابنتي.. 
واردفت السيدة إحسان بعدما ربتت فوق ذراعها بحنو
 

انت في الصفحة 2 من 420 صفحات