الأربعاء 25 ديسمبر 2024

فوق جبال الهوان بقلم منال سالم

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

فوق_جبال_الهوان 
في البداية بعتذر عن قصر الفصل .. بس حبيت بدل التأجيل يكون في حاجة لطيفة تقرأوها وإن شاءالله تستمتعوا بالأحداث ..
فيما بعد هيتم زيادة يوم للنشر بس أخلص الكورس اللي ورايا حاليا وأمتحنه على نهاية الشهر .. وربنا يعينا جميعا ويوفقنا ...
الفصل الثاني عشر
الحالة المزاجية المتكدرة والتي كان عليها منذ أن رأى شقيقه الأصغر يتلقى هذه الصڤعة المباغتة من تلك الشابة المتهورة وعدم قيامه باتخاذ ردة فعل تليق بالموقف جعلته في أوج غيظه وانعكس تأثيرها على تصرفاته بوجه عام فأصبح أكثر حدة وغلظة في تعامله مع كل من يقابله اليوم. 

ظل كرم يحاسب الجميع بلا هوادة على أصغر الهفوات وكأنها چريمة نكراء حتى أصبح الكل يتجنب الصدام معه أو حتى الاقتراب منه لإطلاعه على أي شيء لئلا ينالوا نصيبهم من التقريع أو العقاپ. 
مكث في مطعمه عند طاولته المخصصة فقط له وراح يحدق بنظرات ڼارية محمومة في الطريق الممتد على مرمى بصره كز على أسنانه متوعدا
آه لو اللي خاېف منه حصل تاني!!!
آنئذ اقتحم ذاكرته عدة لقطات تشبه الومضات السريعة لتذكره بأحوال شقيقه حينما وقع فريسة للحب مع إحدى زميلاته بالكلية كان ساذجا للدرجة التي جعلته يصبح مغفلا أمام الجميع فلم تكف عن التنمر عليه ولا چرح مشاعره وإهانته ليضطر في النهاية للتدخل وإزاحتها عن طريقه بأسلوبه العتيد ذاك الذي لا يرأف بأحد متجاهلا توسلاته واستجداءاته بعدم التعرض لها لتنتقل من الجامعة وتغادر المدينة برمتها تجنبا لتهديداته. 
ورغم لقائه العابر بها قبل وقت وجيز في مطعمه ذلك إلا أنه رأى نظرات الألم والحزن في عيني شقيقه لكونها تذكره بمرحلة ضعفه ومغالبته للمشاعر الإنسانية السامية تلك التي جعلته أضحوكة أمام الغرباء. 
فكيف له أن ينسى حينما كان كلعبة في يدها دمية تتسلى بها بل وتتباهى باستحقارها له هل يترك الزمن يعيد دورته مع أخرى تظن أنها قادرة على جرحه والمضي قدما في طريقها دون أن تحاسب على إساءتها هيهات لن يحدث مطلقا طالما أنه لازال باقيا على قيد الحياة!
التعبير الذي غطى على كافة ملامحه كان كفيلا بقڈف الړعب في قلبه وجعله في حالة من الهلع والذعر كاد فهيم أن يجزم أن رئتيه توقفتا عن التنفس وضيفه غير المرحب به يواصل تحذيره الصارم إليه
احنا زعلنا وحش أوي.
ارتجفت أطرافه وهو يرجوه معتذرا
حقك علينا يا معلم...
طالعه زهير باستعلاء والأخير لا يزال يستعطفه
هي عيلة وهبلة وماتعرفش الصح من الغلط.
رد عليه غير مقتنع بحججه وأعذاره المدافعة عنها
بس أنا مش شايفها كده!
ثم أتبع ذلك نظرة غريبة من طرف عينه فتلبك واضطرب ورغم كونه لم يفهم المغزى الحقيقي وراء جملته الموحية إلا أن أسلوبه الغامض كان كفيلا بمضاعفة مخاوفه الأبوية على ابنته العزيزة لهذا دون تردد كرر عليه اعتذاره بإلحاح
أنا محقوقلك وشوف الترضية اللي عايزها وأنا تحت أمرك.
أشار له بيده في عدم مبالاة
بعدين.
لم يضف المزيد واتجه زهير نحو باب المنزل ليغادر بشكل أكثر غموضا لتأتي عيشة بعد ذهابه متسائلة في تحير وقلق
مين ده يا فهيم
أجابها بما جعل أمعائها تتقلص ذعرا
ده القضا المستعجل يا عيشة!
تجمدت في مكانها مذهولة وعيناها تشيان پخوف متعاظم ليمر فهيم من جوارها هاتفا بصوت يعبر عن توتره وارتعابه
حاسبي أما أطمن على البت.
تلكأ في نزوله على درجات السلم متعمدا التباطؤ أكثر حينما أصبح في مواجهة باب منزل تلك الجارة السمجة استطاع أن يرى ظلها بوضوح من خلف الزجاج المغبش للباب فصاح في صوت مرتفع سمعته رغم وجود هذا الحائل بينهما
مش

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات